وقد جاء في الحديث: «لكل آية ظهر وبطن» فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم أن يقول ذو جدل ومعارضة: وهذه إحالة لكلام الله وكلام رسوله. فليس ذلك [بإحالة]، وإنما كان يكون إحالة لو قالوا: لا معنى للآية إلا هذا، وهم لم يقولوا ذلك؛ بل يقرؤون الظواهر على ظاهرها [مراد بها موضوعاتها]، ويفهمون عن [الله] ما أفهمهم.
فصل قال العلماء يجب على المفسر [أن يتحرى في التفسير] مطابقة المفسر، وأن يتحرز في ذلك من نقص عما يحتاج إليه في إيضاح المعنى أو زيادة لا تليق بالغرض، ومن كون المفسر فيه من زيغ عن المعنى وعدول عن طريقه، وعليه [بمراعاة] المعنى الحقيق والمجازي، ومراعاة التأليف، والغرض الذي سبق له الكلام، وأن يؤاخي بين المفردات، ويجب عليه البداءة بالعلوم اللفظية، وأول ما تجب البداءة به منها تحقيق الألفاظ المفردة، فيتكلم عليها من جهة اللغة، ثم التصريف، ثم الاشتقاق، ثم يتكلم عليها بحسب التركيب، فيبدأ بالإعراب، ثم ما يتعلق بالمعاني، ثم البيان، ثم البديع، ثم تبين المعنى المراد، ثم الاستنباط، ثم الإشارات.
وقال الزركشي في أوائل «البرهان»: قد جرت عادة المفسرين أن يبدؤوا بذكر أسباب النزول، ووقع البحث في أنه: [أيما أولى البداءة به بتقديم