على المنفي تجرده، نحو قوله تعالى: ﴿ولو شاء ربك ما فعلوه﴾ [الأنعام: ١١٢].
فائدة ثالثة:
قال الزمخشري: الفرق بين قولك: لو جاءني زيد لكسوته، [ولو زيد جاءني لكسوته]، ولو أن زيداً جاءني لكسوته: أن القصد في الأول مجرد ربط الفعلين، وتعليق أحدهما بصاحبه لا غير، من غير تعرض لمعنى زائد على التعلق السابق، وفي الثاني: انضم إلى التعليق أحد معنيين: إما نفي الشك والشبهة، وأن المذكور مكسو لا محالة، وإما بيان أنه هو المختص بذلك دون غيره، ويخرج عليه آية: ﴿لو أنتم تملكون﴾ [الإسراء: ١٠٠]، وفي الثالث مع ما في الثاني زيادة التأكيد الذي تعطيه «أن»، وإشعار بأن زيداً كان حقه أن يجيء، وأنه بترك المجيء قد أغفل حظه، ويخرج عليه قوله تعالى: ﴿ولو أنهم صبروا﴾ [الحجرات: ٥]، ونحوه، فتأمل ذلك، وخرج عليه ما وقع في القرآن من أحد الثلاثة.
تنبيه:
ترد لو شرطية في المستقبل، وهي التي يصلح موضعها «إن»، نحو قوله تعالى: ﴿ولو كره المشركون﴾ [التوبة: ٣٣]، ﴿ولو أعجبك حسنهن﴾ [الأحزاب: ٥٢]، ومصدرية، وهي التي يصلح موضعها «أن» المفتوحة، وأكثر وقوعها بعد «ود»، ونحوه، نحو قوله تعالى: ﴿ود كثير من أهل الكتب لو يردونكم﴾ [البقرة: ١٠٩]، ﴿يود أحدهم لو يعمر﴾ [البقرة: ٩٦]، ﴿يود المجرم لو يفتدى﴾ [المعارج: ١١]، أي: الرد والتعمير والافتداء، وللتمني وهي التي يصلح موضعها «ليت» نحو قوله تعالى: ﴿فلو أن لنا كرة فنكون﴾ [الشعراء: ١٠٢]، ولهذا نصب الفعل في جوابها، وقال ابن مالك: هي لو المصدرية، أغنت عن فعل التمني، ورد على من قال: إن لو في مثل الآية وأمثالها، للتمني، فقال: إن عنوا أنها مشعرة بمعنى التمني، وأن لها جواباً، كجواب ليت فصحيح، أو أنها حرف وضع للتمني كـ «ليت»، [فممنوع] لاستلزامه منع