الثالث: أن تكون للاستفهام، ذكره الهروي، وجعل منه قوله تعالى: ﴿لولا أخرتني﴾ [المنافقون: ١٠]، ﴿لولا أنزل عليه ملك﴾ [الأنعام: ٨]، والظاهر أنها فيهما بمعنى «هلا».
الرابع: أن تكون للنفي، ذكره الهروي أيضاً، وجعل منه قوله تعالى: ﴿فلولا كانت قرية ءامنت﴾ [يونس: ٩٨]، أي: فما آمنت قرية، أي: أهلها، عند مجيء العذاب فنفعها إيمانها، والجمهور لم يثبتوا ذلك، وقالوا: المراد في الآية التوبيخ على ترك الإيمان قبل مجيء العذاب، ويؤيده قراءة أبي «فهلا»، والاستثناء حينئذ منقطع.
فائدة:
نقل عن الخليل: أن جميع ما في القرآن من «لولا» فهي بمعني «هلا»، إلا قوله تعالى: ﴿فلولا أنه كان من المسبحين﴾ [الصافات: ١٤٣]، وفيه نظر؛ لما تقدم من الآيات، وكذا قوله تعالى: ﴿لولا أن رءا برهان ربه﴾ [يوسف: ٢٤]، لولا فيه امتناعية، وجوابها محذوف، أي: لهم بها، أو لواقعها، وقوله تعالى: ﴿لولا أن من الله علينا لخسف بنا﴾ [القصص: ٨٢]، وقوله تعالى: ﴿لولا أن ربطنا على قلبها﴾ [القصص: ١٠]، أي: لأبدت به، في آيات أخر، وقال ابن أبي حاتم: أنبأنا الخطمي، أنبأنا هارون بن أبي حاتم، أنبأنا


الصفحة التالية
Icon