فكذلك كنت أنت تخفي إيمانك بمكة قبل.
١٠٩ - وأخرج البخاري والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ﴿لا يستوى القاعدون من المؤمنين﴾ [النساء: ٩٥] عن بدر والخارجون إليها.
وزاد الترمذي: لما نزلت غزوة بدر، قال عبد بن جحش، وابن أم مكتوم: إنا أعميان يا رسول الله، فهل لنا رخصة؟ فنزلت: ﴿لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر﴾ [النساء: ٩٥]، ﴿وفضل الله المجهدين على القاعدين أجراً﴾، فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر، ﴿وفضل الله المجهدين على القاعدين أجراً عظيماً درجت منه﴾ على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر.
١١٠ - وأخرج البخاري والترمذي والنسائي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله - ﷺ - أملى علي: ﴿لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجهدون في سبيل الله﴾ [النساء: ٩٥] فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها علي، فقال: والله يا رسول الله، لو أستطيع الجهاد لجاهدت -وكان أعمى- فأنزل الله عز وجل على رسول الله - ﷺ - وفخذه على فخذي فثقلت علي، حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سري عنه، فأنزل الله عز وجل: ﴿غير أولى الضرر﴾ [النساء: ٩٥].
وفي رواية أبي داود قال: كنت إلى جنب رسول الله - ﷺ -، فغشيته السكنية، فوقعت فخذه على فخذي، فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله - ﷺ -، ثم سري عنه، فقال لي: اكتب، فكتبت في كتف: ﴿لا يستوى القاعدون... ﴾


الصفحة التالية
Icon