أتي ناس النبي - ﷺ - فقالوا: يا رسول الله، أنأكل ما نقتل ولا نأكل ما يقتل الله؟ فأنزل الله: ﴿فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين﴾، إلى قوله: ﴿وإن أطعموهم إنكم لمشركون﴾ [الأنعام: ١١٨ - ١٢١].
وفي رواية أبي داود، قال: جاءت اليهود إلى النبي - ﷺ - فقالوا: نأكل مما قتلنا، ولا نأكل مما قتل الله؟ فنزلت: ﴿ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه﴾ [الأنعام: ١٢١] إلى آخر الآية.
وفي أخرى له: في قوله: ﴿وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم﴾ [الأنعام: ١٢١]، قال: يقولون: ما ذبح - يعنون الميتة - لم لا تأكلونه؟ فأنزل الله: ﴿وإن أطعتموهم إنكم لمشركون﴾، ثم نزل: ﴿ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه﴾ [الأنعام: ١١٨ - ١٢١].
وفي رواية أخرى [له] قال: ﴿فكلوا مما ذكر اسم الله عليه﴾، ﴿ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه﴾ فنسخ، واستثنى من ذلك، فقال: ﴿وطعام الذين أوتوا الكتب حل لكم وطعامكم حل لهم﴾. [المائدة: ٥].
وفي رواية النسائي: في قوله: ﴿ولا تأكلوا مما لم يذكر الله عليه﴾ [الأنعام: ١٢١]، قال: خاصمهم المشركون، فقالوا: ما ذبح الله لا تأكلونه، وما ذبحتم أنتم أكلتموه؟.
١٥١ - وأخرج البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: إذا سرك أن تعلم جهل العرب، فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة (الأنعام): ﴿قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم﴾ [إلى] ﴿وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله﴾، [إلى قوله]: ﴿قد ضلوا وما كانوا مهتدين﴾ [الأنعام: ١٤٠].