قال الله تعالى: ﴿فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين (١٠)﴾ إلى قوله: ﴿إنكم عائدون﴾ [الدخان: ١٠ - ١٥، قال عبد الله: أفيكشف عذاب الآخرة؟ ﴿يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون﴾ فالبطشة: يوم بدر.
وفي رواية قال: قال عبد الله: إنما كان هذا؛ لأن قريشاً لما استعصوا على النبي - ﷺ - دعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم قحط وجهد، حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر إلى السماء، فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، فأنزل الله - عز وجل -: ﴿فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم﴾، قال: فأتي رسول الله - ﷺ - فقيل: يا رسول الله: استسق الله لمضر، فإنها قد هلكت، قال: «لمضر؟ إنك لجريء»، فاستسقى لهم، فسقوا، فنزلت ﴿إنكم عائدون﴾، فلما أصابهم الرفاهية، عادوا على حالهم، حين أصابتهم الرفاهية، فأنزل الله - عز وجل -: ﴿يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون﴾، قال: يعني يوم بدر.
وفي رواية نحوه، وفيها: فقيل له: إن كشفنا عنهم عادوا، فدعا ربه فكشف عنهم، فعادوا، فانتقم الله منهم يوم بدر، فذلك قوله: ﴿فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين﴾، إلى قوله: ﴿إنا منتقمون﴾ [الدخان: ١٠ - ١٦]، هذه روايات البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي مثل الرواية الأولى على قوله: ﴿فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين (١٠) يغشى الناس هذا عذاب أليم﴾، قال أحد رواته: هذا كقوله: ﴿ربنا اكشف عنا العذاب﴾، فهل يكشف عذاب الآخرة؟ قد مضى البطشة واللزام والدخان، وقال أحدهم: القمر، وقال الآخر: الروم واللزام يوم بدر.