وقد كان من الخاتمين قوم يطعمون الفقراء، شكراً لله تعالى على ما أولاهم من نعمة الختم، كما حكي عن ابن عمر: أنه لما ختم سورة (البقرة) ذبح بقرة وأطعم.
ولا ريب أن ختم القرآن كله فيه ختم (البقرة) وغيرها.
وقد كان الإمام أبو العباس أحمد بن علي القسطلاني عند ختم القرآن في آخر كل شهر يعمل طعاماً، ويجمع عليه من كان يحضره، كما حكاه عنه ولده الشيخ قطب الدين أبو بكر في ورد الزبد.
فهؤلاء قوم بسطتهم رؤية النعمة في الطاعة من الله، ففرحوا بها وقاموا بشيء من واجب شكرها، وقد قال الله تعالى: ﴿فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [يونس: ٥٨].
فينبغي الجمع بين هذه الأربعة، فيصل الخاتمة بالفاتحة، ويتعرض لنفحات الله بالاستغفار، ثم الدعاء، ثم يطعم الطعام.