الصلاة، وهذا ممَّا استدلَّ به من قال: إن ترتيب سُور القرآن منصوصٌ عليه كترتيب الآيات إجماعًا.
وفي سبب تسميتها بـ (فاتحة الكتاب) أقوال (١):
أحدها: أنها سمّيت بذلك، لأنه يفتتح بها في المصاحف والتعليم والقراءة في الصلاة، وهي مفتتحة بالآية التي تفتتح بها الأمور تيمّنا وتبرّكا وهي التسمية.
قال الطبري: "، فهي فَواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتابة والقراءة" (٢).
والثاني: أنها سمّيت بذلك، لأن الحمد فاتحة كل كتاب كما هي فاتحة القرآن.
والثالث: أنها سميت بذلك، لأنها أول سورة نزلت من السماء. قاله الحسين بن الفضل (٣).
وتجدر الإشارة بأن الأمة الإسلامية أجمعت على أن ترتيب الآيات في سورها على ما هو عليه المصحف اليوم توقيفي بأمر من النبي-صلى الله عليه وسلم-، فقد كانت الآيات تنزل عليه، وجبريل يدله على مواضعها، ويبلغها رسول الله صحابته، ويأمر كتاب الوحي بنسخها في مواضعها، وكان جبريل يعارضه بالقرآن في رمضان كل عام مرة، حتى عارضه في السنة التي توفي فيها رسول الله مرتين مرتبا الآيات كما هي عليه الآن، وقد حفظه الصحابة بعده وأجمعوا على هذا الترتيب (٤).
(٢) تفسير الطبري: ١/ ١٠٧.
(٣) انظر: تفسير الثعلبي: ١/ ١٢٦.
(٤) الإعجاز البياني في ترتيب آيات القرآن وسوره، محمد أحمد القاسمي، ط ١، ١٩٧٩ م، مصر، ص: ٢٤٤.