الصيغة السادسة: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم.
لما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن النبي - ﷺ - أنه كان إذا دخل المسجد قال: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم" (١).
وهناك ألفاظ أخرى (٢)، واللفظ الأول مقدم واختار هذه الصيغة أكثر العلماء، لثلاثة أسباب:
أحدها: لأنها الصيغة التي جاءت بالقرآن (٣).
والثاني: وهو الذي ورد في السنة كما في حديث سليمان بن صُرد قال "اسْتَبَّ رَجُلانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ، وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ، مُغْضَبًا قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ،
(٢) وهناك صيغ أخرى رويت عن بعض القراء، وبعض أهل العلم.
- منها: أعوذ بالله العظيم، من الشيطان الرجيم [ذكرها ابن الباذش في «لإقناع في القراءات السبع» ١٤٩: ١، وقال: «هي رواية أهل مصر عن ورش فيما ذكر الأهوازي». وانظر «النشر» ٢٤٩: ]..
- ومنها: أعوذ بالله العظيم، السميع العليم، من الشيطان الرجيم [رواها هبيرة عن حفص فيما ذكر ابن الباذش في «الإقناع» ١٥٠: ١، وانظر «المبسوط» ١٣: ١].
- ومنها: أعوذ بالله العظيم، من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم. [انظر «النشر» ٢٥٠: ١].
-ومنها: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم [انظر «المجموع» ٣٢٥: ٣].
-ومنها: أستعيذ بالله، أو نستعيذ بالله، من الشيطان الرجيم [نسبت لحمزة الزيات ومحمد بن سيرين. انظر «المبسوط» ١٣: ١، «مجمع البيان» ١٨: ١، «غرائب القرآن» للنيسابوري ١٥: ١، وقد نفى ابن الجزري صحتها عن حمزة. انظر «النشر» ٢٤٦: ١].
-ومنها: أعوذ بالله القوي، من الشيطان الغوي. [قال ابن الباذش في «الإقناع» ١٥١: ١ «اختارها بعضهم لجميع القراء»].
-ومنها: أعوذ بالله المجيد، من الشيطان المريد. [انظر «تفسير ابن عطية» ٤٩: ١].
-ومنها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأستفتح الله وهو خير الفاتحين. [انظر «النشر» ٢٥١: ١].
-ومنها أعوذ بالله السميع، الرحمن الرحيم، من الشيطان الرجيم، وأعوذ بك رب أن يحضرون، أو يدخلوا بيتي الذي يؤويني. [أخرجها عبد الرازق عن عطاء- في الصلاة- باب الاستعاذة في الصلاة- حديث ٢٥٧٤].
-ومنها: رب أعوذ بك من همزات الشيطان، وأعوذ بك رب أن يحضرون، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم [أخرجها عبد الرزاق - في الصلاة - باب الاستعاذة في الصلاة - حديث ٢٥٧٨ من طاووس].
-ومنها: أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين، وأعوذ بالله أن يحضرون. [أخرجها ابن أبي شيبة في الصلاة - في التعوذ كيف هو، ٢٣٨: ١ عن محمد بن سيرين].
وهذه الصيغ وإن رويت عن بعض السلف، فإن أقل أحوالها الجواز، وما صح عن المصطفى - ﷺ - هو الأولى بالأتباع. [انظر: اللباب في تفسير الإستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب: ٢١].
(٣) الجامع لأحكام القرآن: ١/ ٦٢