أحدها: أنه مشتق من المالك، كما يقال رب الدار أي مالكها، ومنه قول صفوان بن أمية (١): " لأن يَرُبَّنِي رجل من قريش أحب إِلي من أن يَرُبَّنِي رجل من هوازن، يعني: أن يكون ربًا فوقي، وسيدًا يملكني" (٢).
ومن ملك شيئا فهو ربّه، يقال: هو ربّ الدار وربّ الضيعة (٣)، وقال النبي - ﷺ - لرجل: "أَرَبُّ إِبلٍ أنت أم رَبُّ غنم؟ " (٤)، وقال النابغة (٥):
فَإِنْ تَكُ رَبَّ أَذْوَادٍ بِحُزْوى | أَصَابُوا مِنْ لِقَاحِكَ مَا أَصَابُوا |
والثاني: أنه مشتق من السيد، لأن السيد يسمى ربّاً، قال تعالى: ﴿أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً﴾ [يوسف: ٤١] يعني سيده، وقوله: ﴿اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ﴾ [يوسف: ٤٢]. ومنه لَبِيد بن ربيعة (٨):
وأَهْلكْنَ يومًا ربَّ كِنْدَة وابنَه | ورَبَّ مَعدٍّ، بين خَبْتٍ وعَرْعَرِ |
تَخُبُّ إلى النُّعْمَانِ حَتَّى تَنالَهُ | فِدًى لكَ من رَبٍّ طَرِيفِي وَتَالِدِي |
(١) صفوان بن أمية بن خلف الجمحي القرشي، أسلم بعد الفتح، وروى أحاديث وشهد اليرموك، توفي سنة إحدى وأربعين. انظر ترجمته في "الإصابة" ٢/ ١٨٧، "تجريد أسماء الصحابة" ١/ ٢٦٦، "سير أعلام النبلاء" ٢/ ٥٦٢، "طبقات ابن سعد" ٥/ ٤٤٩.
(٢) التفسير البسيط: ١/ ٤٨٧، وذكره الأزهري في "التهذيب"، وفيه: أن صفوان كان يرد بذلك على أبي سفيان". التهذيب" (رب) ٢/ ١٣٣٦، وذكره ابن هشام في "السيرة"، وذكر عن ابن إسحاق أنه كان يرد به على (جبلة بن الحنبل) وقال ابن هشام (كلدة بن الحنبل) "السيرة" لابن هشام ٤/ ٧٢ - ٧٣.
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" (رب) ٢/ ١٣٣٦، " الزينة" ٢/ ٢٧، "اشتقاق أسماء الله" ص ٣٢، والتفسير البسيط: ١/ ٤٨٧.
(٤) أخرجه أحمد في (مسنده) عن أبي الأحوص عن أبيه قال: أتيت النبي - ﷺ - فصعد في النظر وصوَّب وقال: "أَرَبُّ إبل.... " الحديث ٤/ ١٣٦، وذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ٢٥/ ب، والرازي في "الزينة" ٢/ ٢٩.
(٥) البيت في رواية الواحدي في تفسيره: ١/ ٤٨٧، وأما رواية البيت في "الديوان":
"الديوان" ص ٨٤، ونحو رواية الديوان في "مجاز القرآن" ١/ ٣١١، "الزاهر" ١/ ٥٧٥، "الزينة" ٢/ ٢٧، وبمثل رواية الواحدي ورد في "تفسير الثعلبي" ١/ ٢٥/ ب، ولعله أخذه عنه، و (حُزْوى) بضم الحاء موضع بنجد، انظر: "معجم البلدان" ٢/ ٢٥٥.
(٦) وورد ذكر (الرب) في القرآن في أكثر من (٩٧٨) موضع.
(٧) انظر: تفسير القرطبي: ١/ ١٣٧، ولسان العرب: ١/ ٣٩٩.
(٨) ديوانه القصيدة: ١٥/ ٣٢. وسيد كندة هو حجر أبو امرئ القيس. ورب معد: حذيفة بن بدر، كما يقول شارح ديوانه، وأنا في شك منه، فإن حذيفة بن بدر قتل بالهباءة. ولبيد يذكر خبتًا وعرعرًا، وهما موضعان غيره.
(٩) ديوانه: ٨٩، والمخصص ٧: ١٥٤. الطريف والطارف: المال المستحدث، خلاف التليد والتالد: وهو العتيق الذي ولد عندك.
(٢) التفسير البسيط: ١/ ٤٨٧، وذكره الأزهري في "التهذيب"، وفيه: أن صفوان كان يرد بذلك على أبي سفيان". التهذيب" (رب) ٢/ ١٣٣٦، وذكره ابن هشام في "السيرة"، وذكر عن ابن إسحاق أنه كان يرد به على (جبلة بن الحنبل) وقال ابن هشام (كلدة بن الحنبل) "السيرة" لابن هشام ٤/ ٧٢ - ٧٣.
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" (رب) ٢/ ١٣٣٦، " الزينة" ٢/ ٢٧، "اشتقاق أسماء الله" ص ٣٢، والتفسير البسيط: ١/ ٤٨٧.
(٤) أخرجه أحمد في (مسنده) عن أبي الأحوص عن أبيه قال: أتيت النبي - ﷺ - فصعد في النظر وصوَّب وقال: "أَرَبُّ إبل.... " الحديث ٤/ ١٣٦، وذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ٢٥/ ب، والرازي في "الزينة" ٢/ ٢٩.
(٥) البيت في رواية الواحدي في تفسيره: ١/ ٤٨٧، وأما رواية البيت في "الديوان":
فَإِنْ تَكُنِ الفَوَارِسُ يَوْمَ حِسْي | أَصَابُوا مِنْ لِقَائِكَ مَا أَصَابُوا |
(٦) وورد ذكر (الرب) في القرآن في أكثر من (٩٧٨) موضع.
(٧) انظر: تفسير القرطبي: ١/ ١٣٧، ولسان العرب: ١/ ٣٩٩.
(٨) ديوانه القصيدة: ١٥/ ٣٢. وسيد كندة هو حجر أبو امرئ القيس. ورب معد: حذيفة بن بدر، كما يقول شارح ديوانه، وأنا في شك منه، فإن حذيفة بن بدر قتل بالهباءة. ولبيد يذكر خبتًا وعرعرًا، وهما موضعان غيره.
(٩) ديوانه: ٨٩، والمخصص ٧: ١٥٤. الطريف والطارف: المال المستحدث، خلاف التليد والتالد: وهو العتيق الذي ولد عندك.