٣ - عاصم (٦)
هو عاصم بن أبى النجود الأسدى، توفى سنة سبع وعشرين ومائة، كان قارئاً متقناً، آية فى التحرير والإتقان والفصاحة.
قال عبدالله بن أحمد: سألت أبى عن عاصم فقال: رجل صالح خير ثقة، فسألته: أى القراء أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، فإن لم تكن فقراءة عاصم.
وقد أخذ عاصم قراءته عن ثلاثة من الصحابة هم على بن أبى طالب، وعبدالله بن مسعود، وأبى ين كعب. فقرأ عاصم على أبى عبدالرحمن عبدالله بن حبيب السلمىّ معلم الحسن والحسين وأبو عبدالرحمن قرأ على على بن أبى طالب عن النبى -صلى الله عليه وسلم.
وقرأ كذلك على أبى عبدالرحمن السلمى وزر بن حبيش الأسدى على على أيضاً. وقرأ عليهما ومعهما أبو عمرو الشيبانى ثلاثتهم على عبدالله بن مسعود.
وقرأ قراءة أبى بن كعب بطريق واحد هو طريق أبى عبدالرحمن السلمىّ وراوياه هما:
أ- شعبة: وهو أبو بكر بن عياش الأسدى. ت سنة [١٩٣ هـ] (١)
ب- حفص: وهو أبو عمرو حفص بن سليمان بن المغيرة البزار، كان ربيب عاصم تربى فى حجره، وتعلم منه، لذا كان أدق إتقاناً من شعبة. ت [١٨٠ هـ] (٢)
وقد قال صاحب الشاطبية فى عاصم وراوييه:
وبالكوفة الغراء منهم ثلاثة | أذاعوا فقد ضاعت شذى وقرنفلا |
فأما أبو بكر وعاصم اسمه | فشعبة راويه المبرز أفضلا |
وذاك ابن عيّاش أبو بكر الرضا | وحفص وبالإتقان كان مفضّلا |
هو أبو عمرو زبان بن العلاء البصرى، كان مولده سنة ثمان وستين من الهجرة المباركة، وهو من أعلم الناس بالقراءة، وكان والده قد أخذه مغه حينما هرب من الحجاج إلى كثير من البلدان، وقد قرأ القرآن بمكة والمدينة، وقرأ أيضاً بالكوفة والبصرة على جماعات كثيرة، وليس من علماء القراءات من هو أكثر شيوخاً منه، ومرجع ذلك إلى كثرة تنقله إلى أماكن عديدة، حيث لم يستقر فى مكان واحد.
جاء فى التهذيب عن أبى معاوية الأزهرى: كان أعلم الناس بوجوه القراءات وألفاظ العرب ونوادر كلامهم وفصيح أشعارهم (٤).
وقد أخذ أبو عمرو قراءته عن ثلاثة من الصحابة هم:
١ - عمر بن الخطاب: من طريق أبى جعفر يزيد بن القعقاع والحسن البصرى عن حطّان وأبى العالية عن عمر بن الخطاب.
٢ - وعلى بن أبى طالب: أخذها عنه من ست طرق.
٣ - وأبى بن كعب: أخذها عنه من أحد عشر طريقاً.
وكانت وفاته رحمه الله سنة أربع وخمسين من الهجرة المباركة وراوياه هما:
(٢) غاية النهاية - ١/ ٣٢٥، معرفة القراء - ١/ ١٣٤.
(٣) ترجمته فى غاية النهاية -١/ ٢٨٨، معرفة القراء - ١/ ١٠٠، وأنظر: مناهل العرفان - ١/ ٤٥٩.
(٤) تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلانى - ٢/ ١٧٨.