ب- ورش: وهو عثمان بن سعيد المصرى، وورش هذا لقبه ومعناه شديد البياض، رحل إلى المدينة فقرأ على نافع ثم عاد إلى مصر. ت [١٩٧] (١)
قال صاحب الشاطبية:

فأما الكريم السر فى الطيب نافع فذاك الذى اختار المدينة منزلا
وقالون عيسى ثم عثمان ورشهم بصحبته المجد الرفيع تأشَّلا
٧ - الكسائى (٢)
هو على بن حمزة بن عبدالله بن بهمن بن فيروز الأسدى النحوى، توفى سنة تسع وثمانين ومائة، وقد لقب بالكسائى لأنه كان محرماً فى كساء، وقيل: لأنه كان يلبس كساء له طابع خاص مميز، وكان يجلس فى مجلس حمزة، وكان حمزة يقول: اعرضوا على صاحب الكساء أى اعرضوا عليه الرأى. قال الأهوازى: وهذا القول أشبه بالصواب (٣).
قال عنه أبو بكر الأنبارى: اجتمعت فى الكسائى أمور، كان أعلم الناس بالنحو وأوحدهم بالغريب، وكان أوحد الناس بالقرآن، فكانوا يكثرون عليه، حتى يضطر أن يجلس على الكرسى ويتلو القرآن من أوله إلى آخره، وهم يسمعون منه ويضبطون عنه (٤).
أخذ عن أربعة من الصحابة قراءته وهم:
عثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، وعبدالله بن مسعود، وأبى بن كعب عن النبى - ﷺ - وقد أخذ عن هؤلاء الصحابة بخمسة عشر طريقاً.
وراوياه هما:
أ- أبو الحارث: وهو الليث بن خالد المروزى، كان من أجل أصحاب الكسائى، ثقة وضبطاً. ت [٢٤٠] (٥)
ب- الدورى: وهو أبو عمر حفص بن عمر الدورى، وقد مر الحديث عنه فهو أحد راويى أبى عمرو.
قال صاحب الشاطبية:
وأما على فالكسائى نعته لما كان فى الإحرام تسربلا
روى ليثهم عنه أبو الحارث الرضا حفص هو الدورى وفى الذكر قد خلا
وإلى هنا نكون قد انتهينا من الترجمة الموجزة للقراء السبعة المجمع على تواتر قراءتهم، وقد عرفنا بإيجاز كذلك براويى كل واحد منهم، ثم ننتقل بعد ذلك إلى التعريف بالثلاثة تتمة العشرة الذين حقق العلماء تواتر قراءتهم كذلك، ونعرف موجزين برواتهم أيضاً
(١) غاية النهاية ١/ ٥٠٢، معرفة القراء - ١/ ١٥٢.
(٢) ترجمته فى غاية النهاية - ١/ ٥٣٥، معرفة القراء - ١/ ١٢٠، البحث والاستقراء - ص ٥٣.
(٣) البحث والاستقراء ص ٥٣.
(٤) مناهل العرفان - ١/ ٤٦٢.
(٥) غاية النهاية - ٢/ ٣٤، معرفة القراء - ١/ ٢١١.
(٦) ترجمته فى غاية النهاية - ٢/ ٣٨٢، وأنظر: مناهل العرفان - ١/ ٤٦٣.


الصفحة التالية
Icon