٧... حروف ذات أربعة أحرف ولم تتكرر... (المر)، (المص).
٨... حروف ذات الخمسة أحرف ولم تتكرر... (كهيعص)، (حمعسق)
الحروف بعد حذف المكرر منها (أربعة عشر حرفًا فقط)، وهي نصف عدد الحروف الأبجدية، وهي:... (ال م ص ر ك هـ ي ع ط س ح ق ن)
القرآن
[ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢)] ﴿البقرة: ٢﴾
التفسير:
ذلك القرآن هو الكتاب العظيم الذي لا شَكَّ أنه من عند الله، فلا يصح أن يرتاب فيه أحد لوضوحه، ينتفع به المتقون بالعلم النافع والعمل الصالح وهم الذين يخافون الله، ويتبعون أحكامه.
قوله تعالى: [ذَلِكَ الْكِتَابُ]: أي "هذا الكتاب" (١)، وهو القرآن العظيم، قاله مجاهد (٢)، وعكرمة (٣)، والسدي (٤)، وابن جريج (٥)، وهذا قول عامة المفسرين (٦).
قال السعدي: " أي: هذا الكتاب العظيم الذي هو الكتاب على الحقيقة، المشتمل على ما لم تشتمل عليه كتب المتقدمين والمتأخرين من العلم العظيم، والحق المبين" (٧).
و"الكتاب" من أسماء القرآن الأربعة: "القرآن والكتاب، والذكر، والفرقان" (٨)، وهذا هو التحقيق-وإن بقى اسم خامس ألا وهو التنزيل- لأن "كل من ذكر هذا العدد الكثير قد خلط بينما هو اسم وما هو صفة. وهذا العدد إنما هو من قبيل الأوصاف التي لا ينبغي نظمها في سلك الأسماء كمن يعد كلا من (قُرْآنٌ كَرِيمٌ)، (قُرْآنٌ مَّجِيدٌ)، (ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ) أسماء دون تفرقة بين ما هو موصوف، وما هو منها وصف، في نحو قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ﴾ [الواقعة: ٧٧]، ﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ﴾ [البروج: ٢١]، ﴿وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ﴾ [الأنبياء: ٥٠] " (٩).
وتجدر الإشارة بأن أصل (الكتاب) في اللغة هو: الجمع والضم، وسمي بذلك كما يقول الإمام الزركشي –رحمه الله-: " لأنه يجمع أنواعا من القصص والآيات والأحكام والأخبار على أوجه مخصوصة" (١٠).
ويقول الإمام السيوطي – رحمه الله -: "فأما تسميته كتابا فلجمعه أنواع العلوم والقصص والأخبار على أبلغ وجه والكتاب لغة الجمع" (١١).
وفي وجه تسمية القرآن بالـ (القرآن والكتاب)، يقول أحد الباحثين: " وفي تسميته بهذين الاسمين إشارة إلى أن من حقه العناية بحفظه في موضعين لا في موضع واحد، يعني أنه يجب حفظه في الصدور والسطور جميعا، أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، فلا ثقة لنا بحفظ حافظ حتى يوافق الرسم المجمع

(١) تفسير الطبري: ١/ ٢٢٥.
(٢) أنظر: تفسير الطبري (٢٤٧): ص ١/ ٢٢٥.
(٣) أنظر: تفسير الطبري (٢٤٨): ص ١/ ٢٢٥.
(٤) أنظر: تفسير الطبري (٢٤٩): ص ١/ ٢٢٥.
(٥) أنظر: تفسير الطبري (٢٥٠): ص ١/ ٢٢٥.
(٦) تفسير الطبري: ١/ ٢٢٥، وتفسير ابن كثير: ١/ ٧٠، والدر المنثور: ١/ ٢٤، والشوكاني: ١/ ٢١.
(٧) تفسير السعدي: ١/ ٤٠.
(٨) ذكر العلماء أسماء كثيرة للقرآن الكريم وصّلها البعض إلى نيّف وتسعين اسماً. ثم إن كلاً من الإمام الزركشي والإمام السيوطي ذكرا خمسة وخمسين اسما؛ بل إن الإمام الفيروزبادي ذكر مائة اسم، وهذا تساهل منهم -رحمهم الله تعالى وقد فصلنا القول فيه في مقدمة التفسير. (للاستزادة في هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى: البرهان في علوم القرآن ١/ ٢٧٣ الإتقان في علوم القرآن ١/ ١٤٣، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ١/ ٨٨ - ٩٦).
(٩) ينظر: منة المنان في علوم القرآن، إبراهيم خليفة: ١/ ٣٤.
(١٠) البرهان في علوم القرآن: ١/ ٢٧٦.
(١١) الإتقان في علوم القرآن: ١/ ١٤٣.


الصفحة التالية
Icon