٨ - أن من أضله الله فإنما ذلك لظلم منه، لقوله: ﴿وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
القرآن
﴿أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (٨٧)﴾ [آل عمران: ٨٧]
التفسير:
أولئك الظالمون جزاؤهم أنَّ عليهم لعنة الله والملائكة والناسِ أجمعين، فهم مطرودون من رحمة الله.
قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ﴾ [آل عمران: ٨٧]، أي: أولئك" جزاؤهم على كفرهم" (١).
قوله تعالى: ﴿أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ [آل عمران: ٨٧]، أي: " اللعنة من الله والملائكة والخلق أجمعين" (٢).
قال ابن كثير: "أي: يلعنهم الله ويلعنهم خلقه" (٣).
قال الطبري: أي:
" أن يحلّ بهم من الله الإقصاء والبعد، ومن الملائكة والناس الدعاءُ بما يسوؤهم من العقاب من جميعهم | وإنما جعل ذلك جل ثناؤه ثواب عملهم، لأن عملهم كان بالله كفرًا" (٤). |
وقال السدي: " أما: ﴿لعنة الله والملائكة والناس أجمعين﴾، فإنه لا يتلاعن اثنان مؤمنان ولا كافران فيقول أحدهما: لعن الله الظالم، إلا وجبت تلك اللعنة على الكافر لأنه ظالم، فكل أحد من الخلق يلعنه" (٦)
الفوائد:
١ - إثبات الجزاء، وفيها أن الجزاء من جنس العمل، فإن هؤلاء لما ارتكبوا ثلاث جرائم: كان عليهم لعنة الله والملائكة والناس ثلا بثلاث.
٢ - أن الملائكة ذو عقول يفهمون ويفعلون.
٣ - أن أمثال هؤلاء يلعنهم الناس جميعا.
القرآن
﴿خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (٨٨)﴾ [آل عمران: ٨٨]
التفسير:
ماكثين في النار، لا يُرفع عنهم العذاب قليلا ليستريحوا، ولا يُؤخر عنهم لمعذرة يعتذرون بها.
قوله تعالى: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا﴾ [آلأ عمران: ٨٨]، أي: ماكثين في عقوبة الله" (٧).
قال أبو العالية: " يعني في النار، في اللعنة" (٨).
قال مقاتل: " في اللعنة مقيمين فيها" (٩).
قال ابن كثير: أي: في اللعنة" (١٠).
قوله تعالى: ﴿لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ﴾ [آلأ عمران: ٨٨]، " أي: لا يُفتَّر عنهم العذاب ولا يُخَفَّف عنهم" (١١).
قال الطبري: " لا ينقصون من العذاب شيئًا في حال من الأحوال، ولا ينفَّسون فيه" (١٢).
(١) صفوة التفاسير: ١٩٦.
(٢) صفوة التفاسير: ١٩٦.
(٣) تفسير ابن كثير: ٢/ ٧١.
(٤) تفسير الطبري: ٦/ ٥٧٦ - ٥٧٧.
(٥) أخرجه ابن ابي حاتم (٣٧٩١): ص ٢/ ٦٩٩.
(٦) أخرجه ابن ابي حاتم (٣٧٩٢): ص ٢/ ٧٠٠.
(٧) تفسير الطبري: ٦/ ٥٧٧.
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٧٩٣): ص ٢/ ٧٠٠.
(٩) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٢٨٨.
(١٠) تفسير ابن كثير: ٢/ ٧١.
(١١) تفسير ابن كثير: ٢/ ٧١.
(١٢) تفسير الطبري: ٦/ ٥٧٧.
(٢) صفوة التفاسير: ١٩٦.
(٣) تفسير ابن كثير: ٢/ ٧١.
(٤) تفسير الطبري: ٦/ ٥٧٦ - ٥٧٧.
(٥) أخرجه ابن ابي حاتم (٣٧٩١): ص ٢/ ٦٩٩.
(٦) أخرجه ابن ابي حاتم (٣٧٩٢): ص ٢/ ٧٠٠.
(٧) تفسير الطبري: ٦/ ٥٧٧.
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٧٩٣): ص ٢/ ٧٠٠.
(٩) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٢٨٨.
(١٠) تفسير ابن كثير: ٢/ ٧١.
(١١) تفسير ابن كثير: ٢/ ٧١.
(١٢) تفسير الطبري: ٦/ ٥٧٧.