قال مقاتل: " كتاب محمد- صلى الله عليه وسلم- والكتب كلها التي كانت قبله" (١).
قال ابن كثير: " أي: ليس عندكم في شيء منه شك ولا رَيْب، وهم عندهم الشك والرِّيَب والحِيرة" (٢).
قال الصابوني: " أي: وأنتم تؤمنون بالكتب المنزلة كلها" (٣).
قوله تعالى: ﴿وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا﴾ [آل عمران: ١١٩]، أي: " إذا لقوا المؤمنين من أصحاب رسول الله ﷺ أعطوهم بألسنتهم تقيةً حذرًا على أنفسهم منهم فقالوا لهم: قد آمنا وصدقنا بما جاء به محمد ﷺ " (٤).
قال مقاتل بن حيان: " يعني: المنافقين إذا لقوا المؤمنين أظهروا الإيمان فيحبونهم على ما أظهروا لهم، ويرون أنهم صادقون بما يقولون ولا يعلمون بما في قلوبهم من الشك والكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم" (٥).
قال الربيع بن أنس: "قوله: ﴿وإذا لقوكم﴾، يعني: أهل النفاق إذا لقوا المؤمنين قالوا: آمنا ليس بهم إلا مخافة على دمائهم وأموالهم" (٦).
قال مقاتل بن سليمان: " يعني صدقنا بمحمد- صلى الله عليه وسلم- وبما جاء به، وهم كذبة يعني اليهود مثلها فى المائدة- ﴿وإذا جاؤكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر... ﴾ إلى آخر الآية (٧) " (٨).
قال الزجاج: " أي نافقوكم" (٩).
قوله تعالى: ﴿وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ﴾ [آل عمران: ١١٩]، "أي: وإذا خلت مجالسهم منكم عضواً أطراف الأصابع من شدة الحنق والغضب لما يرون من ائتلافكم" (١٠).
قال المراغي: أي: " وإذا هم صاروا فى خلاء حيث لايراهم المؤمنون أظهروا شدة العداوة والغيظ منهم، حتى ليبلغ الأمر إلى عضّ الأنامل كما يفعل أحدنا إذا اشتد غيظه، وعظم حزنه على فوات مطلوبه، وإنما فعلوا ذلك لما رأوا من ائتلاف المؤمنين، واجتماع كلمتهم، وصلاح ذات بينهم، ونصر الله إياهم حتى عجز أعداؤهم أن يجدوا سبيلا إلى التشفي منهم، فاضطروا إلى مداراتهم" (١١).
قال قتادة: " إذا لقوا المؤمنين قالوا: " آمنا "، ليس بهم إلا مخافة على دمائهم وأموالهم، فصانعوهم بذلك " وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ "، يقول: مما يجدون في قلوبهم من الغيظ والكراهة لما هم عليه. لو يجدون ريحًا لكانوا على المؤمنين، فهم كما نعت الله عز وجل" (١٢).
قال الطبري: أي: " وإذا هم خلوا فصاروا في خلاء حيث لا يراهم المؤمنون، عضوا - على ما يرون من ائتلاف المؤمنين واجتماع كلمتهم وصلاح ذات بينهم - أناملَهم، وهي أطراف أصابعهم، تغيُّظًا مما بهم من الموجدة عليهم، وأسىً على ظهرٍ يسنِدون إليه لمكاشفتهم العداوة ومناجزتهم المحاربة" (١٣).
قال أبيّ: " كان أبو الجوزاء إذا تلا هذه الآية: ﴿وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ﴾، قال: هم الإباضية" (١٤).

(١) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٢٩٨.
(٢) تفسير ابن كثير: ٢/ ١٠٨.
(٣) صفوة التفاسير: ٢٠٥.
(٤) تفسير الطبري: ٧/ ١٥١.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٠٥٢): ص ٣/ ٧٤٥.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٠٥٢): ص ٣/ ٧٤٥.
(٧) المائدة: ٦١.
(٨) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٢٩٨.
(٩) معاني القرآن: ١/ ٤٦٣.
(١٠) صفوة التفاسير: ٢٠٥.
(١١) تفسير المراغي: ٤/ ٣٦ - ٤٧.
(١٢) أخرجه الطبري (٧٦٩٩): ص ٧/ ١٥٢.
(١٣) تفسير الطبري: ٧/ ١٥١ - ١٥٢.
(١٤) أخرجه الطبري (٧٧٠١): ص ٧/ ١٥٢.


الصفحة التالية
Icon