من أدبارنا. وصرخ صارخٌ: ألا إنّ محمدًا قد قُتل! فانكفأنا، وأنكفأ علينا القوم بعد أن أصبنا أصحاب اللواء، حتى ما يدنو منه أحدٌ من القوم" (١).
قوله تعالى: ﴿إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ﴾ [آل عمران: ١٥٢]، أي: إذ "تقتلونهم بتسليطه إياكم عليهم" (٢).
قال القاسمي: " أي تقتلونهم قتلا كثيرا، بتيسيره وتوفيقه" (٣).
قال ابن إسحاق: " إذ تحسونهم بإذني، وتسليطي أيديكم عليهم، وكفِّي أيديهم عنكم" (٤).
قال مقاتل: " يعني تقتلونهم بإذنه يوم أحد ولكم النصر عليهم" (٥).
قال أبو عبيدة: " تستأصلونهم قتلا" (٦).
قال عبدالرحمن بن عوف: " الحسُّ: القتل" (٧). وكذلك روي عن عبيد الله بن عبدالله (٨)، وابن عباس (٩)، والحسن (١٠)، ومجاهد (١١)، وقتادة (١٢)، والربيع (١٣)، والسدي (١٤)، وابن إسحاق (١٥).
قال الثعلبي: " أي: تقتلونهم قتلا ذريعا سريعا شديدا، قال الشاعر (١٦):
حسسناهم بالسيف حسا فأصبحت | بقيتهم قد شردوا وتبددوا |
قال روبة (١٨):
إذا شكونا سنة حسوسا | تأكل بعد الأخضر اليبيسا" (١٩). |
قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ [آل عمران: ١٥٢]، أي: " حتى إذا جبنتم وضعفتم، واختلفتم في أمر الله" (٢١).
قال الصابوني: " أي: حتى إِذا اجبنتم وضعفتم واختلفتم في أمر المقام في الجبل" (٢٢).
قال البيضاوي: " حتى إذا فشلتم جبنتم وضعف رأيكم، أو ملتم إلى الغنيمة فإن الحرص من ضعف العقل. ﴿وتنازعتم في الأمر﴾، يعني: اختلاف الرماة" (٢٣).
(٢) تفسير ابن كثير: ٢/ ١٣٣.
(٣) تفسير القاسمي: ٢/ ٤٢٨.
(٤) أخرجه الطبري (٨٠٢٢): ص ٧/ ٢٨٩.
(٥) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٠٦.
(٦) أخرجه ابن المنذر (١٠٤٩): ص ٢/ ٤٣٩.
(٧) أخرجه الطبري (٨٠١٢): ص ٧/ ٢٨٧.
(٨) انظر: تفسير الطبري (٨٠١٣): ص ٧/ ٢٨٧.
(٩) انظر: تفسير الطبري (٨٠٢١): ص ٧/ ٢٨٨.
(١٠) انظر: تفسير الطبري (٨٠٢٠): ص ٧/ ٢٨٨.
(١١) انظر: تفسير الطبري (٨٠١٤): ص ٧/ ٢٨٧ - ٢٨٨.
(١٢) انظر: تفسير الطبري (٨٠١٥): ص ٧/ ٢٨٨.
(١٣) انظر: تفسير الطبري (٨٠١٧): ص ٧/ ٢٨٨.
(١٤) انظر: تفسير الطبري (٨٠١٨): ص ٧/ ٢٨٨.
(١٥) انظر: تفسير الطبري (٨٠١٩): ص ٧/ ٢٨٨.
(١٦) لم أقف عليه، والبيت من شواهد الثعلبي في تفسيره: ٣/ ١٨٤، والقطربي: ٤/ ٢٣٥.
(١٧) أخرجه ابن المنذر (١٠٤٩): ص ٢/ ٤٣٩.
(١٨) ديوانه: ٧٢، وهو في مجاز القرآن: ١/ ١٠٥، والمحرر الوجيز: ١/ ٥٢٤، واللسان، مادة"حسس".
(١٩) تفسير الثعلبي: ٣/ ١٨٤.
(٢٠) تفسير الراغب الأصفهاني: ٣/ ٩١١ - ٩١٢.
(٢١) تفسير الطبري: ٧/ ٢٨٩.
(٢٢) صفوة التفاسير: ٢١٥.
(٢٣) تفسير البيضاوي: ٢/ ٤٣.