قال الماوردي: " أي مع أموالكم، وهو أن يخلطوها بأموالهم لتصير في ذمتهم فيأكلوا ربحها" (١).
قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا﴾ [النساء: ٢]، "أي: إن أكلكم أموال أيتامكم، ذنب عظيم" (٢).
عن ابن عباس: " ﴿إنه كان حوبا كبيرا﴾ قال: إثما " (٣)، وري عن مجاهد، وابن سيرين وقتادة مثل ذلك (٤).
وقال الحسن: "ذنبا والله كثيرا" (٥).
قال السمرقندي: " يعني: إثما عظيما" (٦).
قال مقاتل: " يعني إثما كبيرا بلغة الحبش، وقد كان أهل الجاهلية يسمون الحوب الإثم" (٧).
قال الأخفش: " يقول: "أكلها كان حوبا كبيرا" (٨).
قال الزجاج: " والحوب: الإثم العظيم، والحوب فعل الرجل، تقول: حاب حوبا كقولك قد خان خونا" (٩).
قال أبو عبيدة: " أي: إثما " قال أمية الليثي (١٠):
وَإنَّ مُهَاجِرَيْنِ تَكنَّفَاهُ... غَدَاتة إذٍ لقَدْ خَطَئَا وحَابَا
وقال الهذلي (١١):
إن الهجر حوب" (١٢)
وجاء في مسائل نافع بن الأزرق: " قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً﴾، قال: إثما كبيرا بلغة الحبشة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول (١٣):
فإنّي وما كلّفتموني من أمركم... ليعلم من أمسى أعقّ وأحوبا" (١٤)
قال القتبي: "الحوب والحوب واحد، وهو الإثم" (١٥).
قال الفراء: " الحوب: الإثم العظم. ورأيت بني أسد يقولون: الحائب: القاتل (١٦).
وقال النبي - ﷺ -: "رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي" (١٧)، قال أبو عبيد: حوبتي يعني: المآثم، وكل مأثم حوب وحوب، والواحدة حوبة (١٨).
(٢) انظر: تفسير الطبري: ٧/ ٥٢٩، وصفوة التفاسير: ٢٣٧.
(٣) أخرجه ابن المنذر (١٣١٧): ص ٢/ ٥٥١.
(٤) انظر: تفسير ابن المنذر (١٣١٨): ص ٢/ ٥٥١.
(٥) أخرجه ابن المنذر (١٣١٨): ص ٢/ ٥٥١.
(٦) تفسير السمرقندي: ١/ ٢٧٩.
(٧) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٥٦.
(٨) معاني القرآن: ١/ ٢٤٤.
(٩) معاني القرآن: ٢/ ٧.
(١٠) أمية بن الأسكر الليثي» ويقال الأشكر بالمعجمة شاعر مخضرم، أدرك الإسلام فأسلم، انظر المعمرين رقم ٦٩ والأغانى ١٨/ ١٥٦، والإصابة ١/ ١٥٠، والخزانة ٢/ ٥٠٥. - والبيت فى طبقات الجمحي ٤٤، وتفسير الطبري ٤/ ١٥٤، والأغانى ١٨/ ١٥٨، والإصابة ١/ ١٥٠، والخزانة ٢/ ٥٠٢، وروي عجزه: لعمر الله قد خطئا وحابا، وانظر: "ذيل الآمالي والنوادر" ص ١٠٩، وعجزه فيه:
ليترك شيخه خطئا وخابا
وأما في: "الإصابة" ١/ ٦٥، فجل ألفاظه مغايرة، حيث إنه جاء:
أتاه مهاجران فرنخاه... عباد الله قد عقا وخابا
والشاهد: حابا أي أثما.
وهو من كلمة قالها فى ابنه كلاب الذي لقى ذات يوم طلحة بن عبد الله والزبير بن العوام فسألهما: أي الأعمال أفضل فى الإسلام؟ فقالا: الجهاد، فسأل عمر فأغزاه فى جيش، وكان أبوه كبر وضعف فطالت غيبته عنه فقال... إلخ..
(١١) لهذلي: أبو ذؤيب. - والبيت فى ديوان الهذليين ١/ ٩٨، وفى الأضداد لابن الأنبارى ١١٠.
(١٢) أخرجه ابن المنذر (١٣١٩): ص ٢/ ٥٥١ - ٥٥٢.
(١٣) كذا في مسائل نافع بن الأزرق: ١٥٠، والإتقان: ١/ ١٢٨. أما في (الديوان) ص ١١٥ جاء بهذا النص:
وإنّي وما كلّفتموني وربّكم... لأعلم من أمسى أعقّ وأحوبا.
(١٤) مسائل نافع بن الأزرق: ١٥٠.
(١٥) تفسير السمرقندي: ١/ ٢٧٩.
(١٦) انظر: معاني القرآن: ١/ ٢٥٣.
(١٧) جزء من دعاء للنبي - ﷺ - في حديث أخرجه أحمد من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- ١/ ٢٢٧، وأبو داود (١٥١٠) كتاب الوتر، باب: ما يقول الرجل إذا سلم، والترمذي (٣٥٥١) كتاب الدعوات، باب: في دعاء النبي - ﷺ -.
(١٨) انظر: غريب الحديث: ١/ ٢٢٠ - ٢٢١.