عن مجاهد في قول الله: " ﴿فانفروا ثبات﴾، قال: فرقًا، قليلا قليلا" (١).
عن السدي: " ﴿فانفروا ثبات﴾، فهي العصبة، وهي الثبة، ﴿أو انفروا جميعًا﴾، مع النبي صلى الله عليه وسلم" (٢).
قال قتادة: " الثبات: الفرق" (٣).
قال الضحاك: " رفانفروا ثبات}، يعني: عصبًا متفرِّقين" (٤).
قال مقاتل: " عصبا سرايا جماعة إلى عدوكم أو انفروا إليهم جميعا مع النبي- صلى الله عليه وسلم- إذا نفر" (٥).
عن مسلم بن حيان الهذلي: ﴿أو انفروا جميعا﴾، قال: مرة واحدة" (٦).
قال الطبري: أي: " فانفروا إلى عدوكم جماعة بعد جماعة متسلحين، أو انفروا جميعًا مع نبيكم ﷺ لقتالهم" (٧).
قال الفراء: " يقول: عصبا، يقول: إذا دعيتم إلى السرايا، أو دعيتم لتنفروا جميعا" (٨).
قال الزجاج: أي: " انفروا جماعات متفرقة أو انفروا بعضكم إلى بعض" (٩).
قال الواحدي: " أَيْ: فانهضوا إلى لقاء العدوِّ ﴿ثباتٍ﴾ جماعاتٍ مُتفرِّقين إذا لم يكن معكم الرَّسول، ﴿أو انفروا جميعاً﴾ إذا خرج الرَّسول إلى الجهاد" (١٠).
قال الزمخشري: أي: " فانفروا إذا نفرتم إلى العدو. إما ثبات جماعات متفرقة سرية بعد سرية، وإما جميعا أى مجتمعين كوكبة واحدة، ولا تتخاذلوا فتلقوا بأنفسكم إلى التهلكة" (١١).
و«الثبات»: الجماعات المتفرقة، واحدها ثبة. قال زهير ابن أبي سلمى (١٢):
| وَقَدْ أَغْدُوا عَلَى ثُبَةٍ كِرَامٍ | نَشَاوَى وَاجِدِينَ لِمَا نَشَاء |
جمعت ذكر محاسنه (١٣).
قال ابن كثير: " ﴿ثُبَاتٍ﴾ أي: جماعة بعد جماعة، وفرقة بعد فرقة، وسرية بعد سرية" (١٤).
وقرئ: ﴿فانفروا﴾، بضم الفاء" (١٥).
قال السمعاني: وهذه الآية: " دليل على أن الجهاد فرض على الكفاية" (١٦).
وقد ذهب قوم: إلى أن هذه الآية منسوخة (١٧)، استندوا في ذلم ما روي عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: " ﴿خذوا حذركم فانفروا ثبات﴾ (١٨)، وقال: ﴿انفروا خفافا وثقالا﴾ (١٩)، وقال: {إلا تنفروا
(٢) أخرجه الطبري (٩٩٣٣): ص ٨/ ٥٣٧.
(٣) أخرجه الطبري (٩٩٣١): ص ٨/ ٥٣٧.
(٤) أخرجه الطبري (٩٩٣٤): ص ٨/ ٥٣٧.
(٥) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٨٨.
(٦) أخرجه ابن ابي حاتم (٥٥٨٥): ص ٣/ ٩٩٩.
(٧) تفسير الطبري: ٨/ ٥٣٦ - ٥٣٧.
(٨) معاني القرآن: ١/ ٣٧٥.
(٩) معاني القرآن: ٢/ ٧٥.
(١٠) الوجيز: ٢٧٤.
(١١) الكشاف: ١/ ٥٣٢.
(١٢) ديوانه: ٧٢، ومجاز القرآن لأبي عبيدة ١: ١٣٢، واللساق (ثبا) و (نشا)، وغيرها.
(١٣) انظر: معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٧٥.
(١٤) تفسير ابن كثير: ٢/ ٣٥٧.
(١٥) الكشاف: ١/ ٥٣٢.
(١٦) تفسير السمعاني: ١/ ٤٤٦.
(١٧) وروى قول النسخ البيهقي في سننه ٩/ ٤٧، من طريق عطاء عن ابن عباس. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٨٣ وزاد نسبته إلى أبي داود في ناسخه وابن المنذر وابن أبي حاتم..
(١٨) [سورة النساء: ٧١].
(١٩) [سورة التوبة: ٤١].