قال السمرقدي: " يعني: فرضنا على بني إسرائيل، في التوراة أن النفس بالنفس إذا كان القتل عمدا" (١).
قال الزمخشري: أي: " فرضنا عليهم فيها أن النفس مأخوذة بالنفس مقتولة بها إذا قتلتها بغير حق" (٢).
قال الطبري: أي: " وفرضنا عليهم فيها أن يحكموا في النَّفس إذا قتلت نفسًا بغير حق بالنفس، يعني: أن تقتل النفس القاتلة بالنفس المقتولة" (٣).
قال ابن كثير: " وهذا أيضًا مما وُبّخَتْ به اليهود وقرعوا عليه، فإن عندهم في نص التوراة: أن النفس بالنفس. وهم يخالفون ذلك عمدًا وعنادًا، ويُقيدون النضري من القرظي، ولا يُقيدون القرظي من النضري، بل يعدلون إلى الدية، كما خالفوا حكم التوراة المنصوص عندهم في رجم الزاني المحصن، وعدلوا إلى ما اصطلحوا عليه من الجلد والتحميم والإشهار" (٤).
عن أنس بن مالك؛ أن رسول الله ﷺ قرأها: " ﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ﴾ نصب النفس ورفع العين" (٥).
قال ابن عباس: " كان على بني إسرائيل القصاصُ في القتلى، ليس بينهم دية في نفسٍ ولا جُرْحٍ. قال: وذلك قول الله تعالى ذكره: وكتبنا عليهم فيها في التوراة، فخفف الله عن أمّة محمد صلى الله عليه وسلم، فجعل عليهم الدية في النَّفس والجِراح، وذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن تصدَّق به فهو كفارة له" (٦).
في مصحف أبى: «وأنزل الله على بنى إسرائيل فيها» (٧).
قوله تعالى: ﴿وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ﴾ [المائدة: ٤٥]، أي: " والعين تُفْقَأ بالعين" (٨).
قال ابن عباس: " وتفقأ العين بالعين" (٩).
قال السمرقدي: " يعني: والعين بالعين إذا كان عمدا" (١٠).
قال الطبري: أي: "وفرضنا عليهم فيها أن يفقأوا العين التي فقأ صاحبها مثلَها من نفس أخرَى بالعين المفقوءة" (١١).
قال الزمخشري: أي: " وكذلك العين مفقوءة بالعين" (١٢).
قال عقيل: " سألت بن شهاب عن رجل أعور فقأ عين صحيح أتفقأ عينه الباقية فيكون أعمى؟ قال: قضاء الله في كتابه أن العين بالعين فعينه وإن كانت بقية بصره" (١٣).
قوله تعالى: ﴿وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ﴾ [المائدة: ٤٥]، أي: " والأنف يُجْدَع بالأنف" (١٤).
قال ابن عباس: "ويقطع الأنف بالأنف" (١٥).

(١) بحر العلوم: ١/ ٣٩٤.
(٢) الكشاف: ١/ ٦٣٨.
(٣) تفسير الطبري: ١٠/ ٣٥٨.
(٤) تفسير ابن كثير: ٣/ ١٢٠.
(٥) المسند (٣/ ٢١٥) وسنن أبي داود برقم (٣٩٧٧) وسنن الترمذي برقم (٢٩٢٩).
وقال الترمذي: حسن غريب. وقال البخاري: تفرد ابن المبارك بهذا الحديث.
(٦) أخرجه الطبري (١٢٠٦٧): ص ١٠/ ٣٦٠ - ٣٦١..
(٧) انظر: الكشاف: ١/ ٦٣٨.
(٨) التفسير الميسر: ١١٥.
(٩) أخرجه الطبري (١٢٠٧٢): ص ١٠/ ٣٦١.
(١٠) بحر العلوم: ١/ ٣٩٤.
(١١) تفسير الطبري: ١٠/ ٣٥٩.
(١٢) الكشاف: ١/ ٦٣٨.
(١٣) أخرجه ابن ابي حاتم (٦٤٤١): ص ٤/ ١١٤٤ - ١١٤٥.
(١٤) التفسير الميسر: ١١٥.
(١٥) أخرجه الطبري (١٢٠٧٢): ص ١٠/ ٣٦١.


الصفحة التالية
Icon