وَسَلَّمَ سورة المائدة وهو راكب على راحلته، فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها" (١).
ث وعن ابن عباس-رضي الله عنه-: "أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قرأ في خطبته سورة المائدة والتوبة" (٢).
٢ - سورة العقود
وتسمى أيضا بسورة «العقود»، لأنها السورة الوحيدة التي افتتحت بطلب الإيفاء بالعقود، قال- تعالى-: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: ١].
ذكر هذه التسمية بعض المفسرين كأبي حيان (٣)، والآلوسي (٤)، والسخاوي (٥)، والسيوطي (٦)، والبقاعي (٧).
٣ - سورة المنقذة
وتسمى- أيضا- «المنقذة»، ووجه تسميته بذلك أنها تنقذ صاحبها من ملائكة العذاب، واستندوا في تسميتها بسورة"المنقذة" على حديث ذكره ابن عطية (٨)، والقرطبي (٩)، في تفسيرهما، وهو ما روي عن النبي-صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «سورة المائدة تدعى في ملكوت الله المنقذة. تنقذ صاحبها من أيدى ملائكة العذاب" (١٠).
وقد ذكر هذا الاسم بعض المفسرين في كتبهم، كابن عطية (١١)، وأبي حيان (١٢)، والآلوسي (١٣)، كما ذكره السيوطي في الإتقان (١٤).
٤ - سورة الأحبار
ورد تسميتها بسورة «الأحبار»، لاشتالها على ذكرهم في قوله: ﴿وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ﴾ [المائدة: ٤٤]، وقوله تعالى: ﴿لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ﴾ [المائدة: ٦٣] (١٥).
والأحبار هم العلماء، قال جرير (١٦):
إن البعيث وعبد آل مقاعس | لا يقرآن بسورة الأحبار |
٥ - تسميات أخرى
وقد وردت تسميات أخرى أقل شهرة، منها:
أولا: - سورة الأخيار
قال ابن عاشور: " وفي كتاب «كنايات الأدباء» لأحمد الجرجاني (١): «يقال: فلان لا يقرأ سورة الأخيار، أي لا يفي بالعهد، وذلك أن الصحابة- رضي الله عنهم- كانوا يسمون سورة المائدة سورة الأخبار" (٢).
(٢) أخرجه عبد بن حميد كما في الدر المنثور: ٣/ ٣.
(٣) انظر: البحر المحيط: ٤/ ١٥٦.
(٤) انظر: روح المعاني: ٥/ ٤٧.
(٥) انظر: جمال القراء وكمال الإقراء: ١/ ٣٦.
(٦) انظر: الإتقان: ١/ ١٧٢.
(٧) انظر: نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: ٢/ ٣٢٥
(٨) انظر: المحرر الوجيز: ٢/ ١٤٣.
(٩) انظر: تفسير القرطبي: ٦/ ٣٠.
(١٠) لم أقف على تخريجه، قال محقق تفسير القرطبي ٦/ ٣٠: "لم اجده، والظاهر أنه من رواية النقاش، وهو موضوع بكل حال".
(١١) انظر: المحرر الوجيز: ٤/ ٣١٢.
(١٢) انظر: البحر المحيط: ٤/ ١٥٦.
(١٣). انظر: روح المعاني: ٥/ ٤٧
(١٤) انظر: الإتقان في علوم القرآن: ١/ ١٧٢.
(١٥) انظر: بصائر ذوي التمييز: ١/ ١٧٦.
(١٦) ديوانه: ٣٩٠، شرح: د. يوسف عبد، يعني بـ"عبد آل مقاعس": الفرزدق".
(١٧) انظر: النهاية: ١/ ٣٢٨.