- وقد تسابق العلماءُ قديماً وحديثاً في نَيْل شرف الخدمة هذا الكتاب الجليل، فجزاهم الله عنا خير الجزاء، ورفع مقامهم في الدارين.
والمتأمل في حال الأمة اليوم، يجد إقبالاً على سماع القرآن، وتلاوته وحفظه، وهذا لا شك مما يُرجى نَفْعه وبركته، لكن بقدر محدودٍ؛ لأن المقصود الأكبر من إنزال القرآن هو فَهْمُه وتدبُّره (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٩)) (سورة ص)
- وهذا يجيب على تساؤلات الكثيرين ممن يحبون القرآن، حول عدم وضوح إعجازه، وعدم تأثرهم به، وعدم تمتُّعِهم، وتلذُّذِهم بِمعانيه.
- مَنْ هُنا نَشَأت فكرةُ كتابٍ يكسر هذا الحاجز، ويزيل هذه العقبة، فاستقر في وجداني أن أسجِّل تأمُّلاتي، وأجمع خلاصة قراءاتي، لما كَتَبه المفسِّرون، والمختصون، حول كتاب الله، وأعيد صياغتها في منهج واضح الخطوات، لا يتعثَّر فيه المبتدئ، ولا يستغني عن فوائده المتمرِّس المختص.
- فهذا الكتاب بمثابة المفتاح، الذي يفتح لك الباب، الذي تَلِجُ منه إلى كتب التفاسير دون رهبة، وبمثابة أو خطوة على طريق تدبر القرآن الكريم، وإن شئت فقل هو بداية لنبدأ علاقة جديدة مع القرآن.


الصفحة التالية
Icon