ومع ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم: "في كل قرن من أمتي سابقون" رواه أبو نعيم (صحيح الجامع: ٤٢٦٧)، فاللهم لا تحرمنا فضلك واجعلنا منهم.
٤ - قال تعالى: ﴿نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ.. ﴾. أي (نار الدنيا).
خَصّ الله تعالى (المُقْوين): (المسافرين) بالذكر هنا (مع أن منفعة النار للمقيمين وللمسافرين)؛ تنبيهاً لعباده على أنهم مسافرون في هذه الدنيا، ليسوا مقيمين ولا مستوطنين. (ابن القيم/ طريق الهجرتين).
٥ - لما ذكر الله عز وجل ما أَعدَّه للمُقرَّبين، ولأصحاب اليمين، مِنْ أهل الجنّة، لَمْ يذكر سبب تكريمه لهم، كما في الآيات ﴿٤٠: ١١﴾، لكن لمَّا ذكر سبحانه، ما أَعدَّه لأصحاب الشمال، مِنْ أهل النار، مِنْ عذابٍ، وعقابٍ، ذكر الأسباب، كما في الآيات ﴿٤٧: ٤٥﴾.
وهذه سُنَّةُ القرآنِ الكريم، أَنْ يَذكُر أَسْبابَ العقابِ، ولا يَذْكُر أسباب الثواب، لأن الثواب فضل، لا يمكن أن يُتَوهَّم القَدْح في المُحْسِنِ، والمُتَفَضِّلِ بِه، وأما العقاب، فمقام عَدْلٍ، لابد مِنْ توضيح أسبابه، حتى لا يُظَنُّ بِالقائِمِ بِه ظُلْماً أَوْ جوراً.
* * *