تأمل معي: تدرجت السورة تدرجاً رائعاً:
١ - تحقيق التميز ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾.
٢ - التوازن في التميز ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ...﴾.
٣ - الإتجاه ليس كل شيء ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ...﴾ بل القضية إصلاح شامل والتزام كامل.
٤ - مفردات الإصلاح الشامل (التشريعات والأحكام).
وهنا سؤال (لماذا اختلطت التشريعات ولم تكن مرتبة؟ )
تشريع جنائي ثم تعبدي، لم يأت تشريع العبادات منفصلاً عن غيره من الأحكام؛ تأكيداً على شمولية المنهج، وأنه يتناول كل مظاهر الحياة.
وسؤال آخر (لماذا جاءت أحكام الأسرة متأخرة عن أحكام العبادات؟ )
- لأنه لا بد من إعداد النفوس والقلوب، عن طريق الالتزام بالعبادة والتقوى؛ لتتمكن من تلقي هذه الأحكام بالقبول، والانقياد ولتيسير الالتزام بها.
- ولذلك تجد هذه الآيات ختمت بتقوى الله، ومراقبته، والتذكير بعلمه سبحانه، كما في الآيات ﴿٢٣١، ٢٣٣، ٢٣٤، ٢٣٧، ٢٤١﴾
فالأخلاق والعمل مرتبطان دائماً في شريعتنا.