للدلالة على أنه من أفضل الأخلاق، ويصعد بصاحبه لمراقي الإيمان، ويسمو بنفسه وروحه، ولا يجعل السعادة تفارقه.
٢ - ذكر الله أنه مكَّن ليوسف في الأرض، وهو لازال صغيراً، الآية ﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢١)﴾؛ وذلك لتوضيح أن التمكين في قلوب الناس يسبق التمكين في الأرض.
٣ - استخدم (يوسف عليه السلام) ما حباه الله من تأويل الرؤى في الدعوة إلى الله، وليس لمكاسب دنيوية.
٤ - قوة توكل قلب (يعقوب عليه السلام) لم تمنعه من الأخذ بالأسباب، لما خاف على أولاده الحسد فقال ﴿لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ﴾.
٥ - كلما زاد البلاء على (يعقوب عليه السلام) لما أخبروه بفقد (بنيامين)، زاد حسن ظنه بربه، ويقينه بقرب الفرج، قال: ﴿عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا﴾.
٦ - قال تعالى: ﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ﴾.
تأمل: لم يصرحن باسمها، ولكن أضفنها إلى زوجها، لأنهن يُرِدْن إشاعة الخبر، والنفس إلى سماع أخبار أصحاب المكانة أَمْيل.