﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ﴾ أي: فأكثروا ذكره تعالى وبالغوا في ذلك، كما تفعلون بذكر آبائكم ومفاخرهم وأيامهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أي: إذا أتممتم عباداتكم التي أمرتم بها في الحج (١)، فاتركوا عادة الجاهلية، واتبعوا سنن الإسلام، واشتغلوا بذكر رب الأنام." (٢) أهـ
(أي: فأكثروا ذكره) " الكثرة مستفادة من قوله: ﴿كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ﴾ (٣)؛ لأنه في موقع المصدر (٤)، أي ذكرا مثل ذكر آبائكم. " (٥) (سعد)
[(وأيامهم) " الأيام (٦) عبارة عن: الحروب والوقائع. " (٧) (سعد)] (٨)
_________
(١) وقال الإمام ابن الجوزي في " زاد المسير " (١/ ١٦٨): " والمناسك: المتعبدات، وفي المراد بها هنا قولان: أحدهما: أنها أفعال الحج، قاله الحسن، والثاني: أنها إراقة الدّماء، قاله مجاهد."
وينظر: النكت والعيون (١/ ٢٦٢) [لأبي الحسن الماوردي ت: ٤٥٠ هـ، تحقيق: السيد بن عبد المقصود، دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان]، المحرر الوجيز (١/ ٢٧٦)، مفاتيح الغيب (٥/ ٣٣٣)، البحر المحيط (٢/ ٣٠٦).
(٢) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٤٩٤).
(٣) سورة: البقرة، الآية: ٢٠٠.
(٤) المصدر: هو الاسم الذي يدل -غالبا- على الحدث المجرد من غير ارتباط بزمان، أو مكان، أو بذات، أو بعلمية. ولا بد من ناحيته اللفظية أن يشتمل على جميع الحروف الأصلية والزائدة في فعله لفظا؛ أو تقديرا، وقد يزيد عنها كأكرمه إكراما، ولا يمكن أن ينقص.
ويعمل المصدر عمل فعله؛ إن كان يحل محله فعل، إما مع "أن"، وإما مع "ما"، مثل: "يعجبني ضربك زيدا الآن أو غدا". فإِن أضفت الْمصدر إِلَى الْفَاعِل انتصب الْمَفْعُول بِهِ، وَإِن أضفته إِلَى الْمَفْعُول بِهِ انجر وارتفع الْفَاعِل بِهِ، تَقول: عجبت من أكل زيدِ الْخبزَ، وَمن أكل الْخبزِ زيدُ.
ينظر: اللمع في العربية (١/ ١٩٦)، أوضح المسالك (٣/ ١٧٠)، شرح الأشموني لألفية ابن مالك (٣/ ٢٠١) [لنور الدين الأُشْمُوني ت: ٩٠٠ هـ، دار الكتب العلمية بيروت- لبنان، ط: الأولى ١٤١٩ هـ- ١٩٩٨ مـ].
(٥) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٢ / أ).
(٦) الأيام: جمع اليوم، والأيام: مطلق الأوقات والأزمان نحو: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِي‍ئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَة﴾ [الحاقة: ٢٤]، وتطلق مجازا على أوقات الظفَر والغَلَبَة نحو: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: ١٤٠]، ومنه قولهم أيَّام العَرب: أي وقائعها وحروبها التي نشبت بين القبائل العربيّة في الجاهليّة، وإنَّمَا خَصُّوا الأَيَّامَ بِالوَقَائِعِ دُونَ ذِكْرِ اللَّيَالي؛ لأنَّ حُرُوبَهُمْ كَانَتْ نَهَارًا. ينظر: الكليات - فصل الياء (١/ ٩٨٣)، تاج العروس - مادة يوم (٣٤/ ١٤٥)، معجم اللغة العربية المعاصرة - مادة يوم (٣/ ٢٥٢٢).
(٧) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٢ / أ).
(٨) ما بين المعقوفتين سقط من ب.


الصفحة التالية
Icon