وذكرا من فعل المذكور بمعنى: أو كذكركم أشد مذكور من آبائكم، أو بمضمر دل عليه المعنى تقديره: أو كونوا أشد ذكرا لله منكم لآبائكم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(وذكر من فعل مذكور) " يعني أن ﴿ذِكْرًا﴾ [مصدرا] (١) استعمل في الهيئة المفعولية (٢) للمذكور، فإن مصادر الأفعال المتعدية موضوعة لمعنى شاء ينفعل بين الفاعل والمفعول، فباعتبار تعلقه بذات الفاعل تحدث الهيئة الفاعلية، وباعتبار تعلقه بذات المفعول تحدث الهيئة المفعولية، فألفاظ المصادر النسبية موضوعة للمعنى المصدري النسبي، وقد تستعمل ويراد بها: الحاصل بالمصدر، سواء كان هيئة حاصلة للفاعل أو المفعول." (٣) (ز)
(وأشد مذكورية) عبارة (ق): " أشد مذكورا." (٤)
فكتب (ع):
" الظاهر أن يقول: أشد مذكورية. قال الزمخشري في حواشي (ك): " المصدر يأتي من فُعِلَ كما يأتي من فَعَلَ كقوله: ﴿مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ﴾ (٥) يعني: من بعد كونهم مغلوبين." (٦) فكذلك قوله: ﴿أَشَدَّ ذِكْرًا﴾ أي: قوما أبلغ في كونهم مذكورين. " (٧)
(أو بمضمر) " أي: أو هو منصوب بفعل مقدر، حذف اعتمادا على دلالة المقام عليه، والتقدير: ما ذكره.
ويحتمل أن التقدير: اذكروه ذكرا أشد من ذكركم، فيكون أشد نصبا على النعت للمصدر المحذوف مع عامله." (٨) (ز)
(أو كونوا إلخ) قال (ع):
" أي: ليكن ذكركم الله أشد من ذكركم لآبائكم، فإن التمييز فاعل في المعنى.
قال أبو حيان في النهر: " فهذه خمسة وجوه ضعيفة." (٩)
_________
(١) سقط من ب.
(٢) في حاشية زادة بلفظ: (الفاعلية).
(٣) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٤٩٤).
(٤) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٢).
(٥) سورة: الروم، الآية: ٣.
(٦) ينظر: تفسير الكشاف (٣/ ١١١).
(٧) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٤ / أ).
(٨) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٤٩٥).
(٩) النهر الماد بهامش تفسيره البحر المحيط (١/ ١٠٢).