..................................
وفي (ع):
" على (أيام التشريق): التخصيص مستفاد من كونه معطوفا على قوله: ﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ﴾ إلخ. كأنه قيل: فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله في أيام معدودات.
فما قيل: إنه ينبغي أن يفسر بما يشمل يوم النحر، ليس بشيء." (١) أهـ
قال (ش):
" إن قلت: واحد الأيام: يوم، وهو: مذكر، وواحد المعدودات: معدودة، وهو: مؤنث، فكيف يقع صفة له؟ فالظاهر: " معدودة " وصف للجمع بالمؤنث المفرد وهو جائز!
قلت: ليس جمع معدودة، بل جمع معدود، وجمع جمع مؤنث سالم فيما لا يعقل: كحمامات وسجلات.
وقيل: قُدر اليوم مؤنثا باعتبار ساعاته، ولك أن تقول: إنها في كل سنة معدودة، وفي السنين
معدودات، فهي جمع معدودة حقيقة. (٢) " (٣) أهـ
_________
(١) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٥ / ب).
(٢) يَطَّرِد جمع المؤنث السالم في صفات المذكرات التي لا تعقل كما في هذه الآية وغيرها نحو: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ﴾ [البقرة: ١٩٧]، ﴿وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ﴾ [سبأ: ١٣]، ﴿رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ﴾ [المرسلات: ٢٧]. ينظر: شرح الكافية الشافية (١/ ٢٠٤)، المنهاج المختصر في علمي النحو والصرف (١/ ٣٣) [لعبد الله بن يوسف العنزي، مؤسَسَة الريَّان، بيروت - لبنان، ط: الثالثة، ١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م]، فتح رب البرية بشرح نظم الآجرومية (١/ ١٢٩).
وقد قال السمين الحلبي في " الدر المصون " (٢/ ٣٤٣): " قوله تعالى: ﴿مَّعْدُودَاتٍ﴾: صفة لأيام، وقد تقدَّم أن صفةَ ما لا يعقل يَطَّرِد جَمْعُها بالألفِ والتاءِ. وقد طَوَّل أبو البقاء هنا بسؤال وجواب [ينظر: التبيان (١/ ١٦٥) وذكره السمين الحلبي - وهو نفس السؤال الذي ذكره الشهاب في حاشيته- ثم قال: ] وفي هذا السؤالِ والجوابِ تطويلٌ من غيرِ فائدةٍ."
وقد ذكر الإمام الآلوسي هذا السؤال والرد عليه في " روح المعاني " (١/ ٤٨٩) ثم قال: " ولا يخفى ما فيه." أي: من التكلف.
وقد قال الإمام الزجاج في " معاني القرآن وإعرابه " (١/ ٢٧٥ - ٢٧٦) ما ملخصه: " ﴿مَّعْدُودَاتٍ﴾ يستعمل كثيراً في اللغة: للشيءِ القليل، وكل عدد قل أو كثر فهو معدود، ولكن معدودات أدل على القلة؛ لأن كل قليل يجمع بالألف والتاء، نحو دريْهمَات وجماعات."
(٣) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٣).