والأول أوفقُ؛ للتأخر،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(والأول أوفق): عبارة (ك): " والمطاوعة أوفق ". (١)
كتب السعد:
" أي: جَعْل ﴿تَعَجَّلَ﴾ لازما أوفق بنظم الكلام في الآية؛ لأجل قوله: ﴿تَأَخَّرَ﴾ وهو لازم.
كما أن المطاوعة أي: جعل المستعجل من اللازم أوفق بالنظم (٢)؛ لأجل المتأني فإنه لازم." (٣) أهـ
وفي (ش):
" رجح (ق) المتعدي (٤)؛ بأن المراد بيان أمور الحج، لا التعجل مطلقا؛ ولذا قدر في ﴿تَأَخَّرَ﴾
(في النفر (٥))، ومن الناس من لم يظهر له وجهه، وهو ظاهر." (٦) أهـ
_________
(١) تفسير الكشاف (١/ ٢٤٩).
(٢) يقصد النظم المذكور في تفسير أبي السعود، وتمامه:
قَدْ يُدْرِكُ الْمُتَأَنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ | وَقَدْ يَكُونُ مَعَ الْمُسْتَعْجَلِ الزَّلَلُ |
وربما فاتَ قومٌ جُلَّ أَمْرُهُم | من التأنَيّ وكان الحَزْمُ لَو عجلوا |
ينظر: جمهرة أشعار العرب (١/ ٦٤٦) [لمحمد بن أبي الخطاب القرشي ت: ١٧٠ هـ، تحقيق: علي محمد البجادي، مصر للطباعة]، الشعر والشعراء (٢/ ٧١٦)، الإعجاز والإيجاز (١/ ١٤٢) [لأبي منصور الثعالبي ت: ٤٢٩ هـ، مكتبة القرآن - القاهرة]، لباب الآداب (١/ ٤٢٦) [لأبي المظفر أسامة بن منقذ الكناني ت: ٥٨٤ هـ، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مكتبة السنة، القاهرة، ط: الثانية، ١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م].
وهو من البسيط. روي بلفظ " من المستعجل " والأغلب بلفظ " مع "، والمتأني: المتمهل، والزلل: الخطأ.
والشاهد فيه: حيث أتى بلفظ " المستعجل" لازم؛ لمقابلة "المتأني" وهو لازم، مع أن تعجل يأتي لازم ومتعدي يقال: تعجل في الأمر واستعجل فيه، وتعجل الأمر واستعجله.
ينظر: لسان العرب- حرف اللام (١١/ ٤٢٥).
(٣) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٣ / أ).
(٤) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٢).
(٥) النَّفْر: مصدر نفَرَ، وهو الإسراع والانطلاق بقوة. ويَوْمُ النَّفْر: هو اليوم الذي يَنفر فيه الحاجُّ من منى إلى مكَّة، وهو اليوم الثَّاني من أيّام التَّشريق بالنسبة للمتعجل، والثَّالث بالنسبة للمتأخر. ينظر: معجم لغة الفقهاء - حرف النون (١/ ١٢١)، معجم اللغة العربية المعاصرة - مادة نفر (٣/ ٢٢٥٢).
(٦) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٤).