..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وفي (ش):
" يريد أن اللام في: ﴿لِمَنِ اتَّقَى﴾ للبيان، كما في: ﴿هَيْتَ لَكَ﴾ (١). وهو في التحقيق: خبر مبتدأ محذوف، أو الاختصاص، وتخصيص المتقي؛ لأنه الحاج على الحقيقة، وما سواه كأنه ليس بحاج، أو لأنه الذي يلتفت لهذا وينتفع به، أو للتعليل.
وأما تفسير المتقي بمن اتقى الشرك، فلا حاجة إليه." (٢) أهـ
وفي (ز):
" إشارة إلى أن اللام في: ﴿لِمَنِ اتَّقَى﴾ للبيان، وليست بصلة للعامل المذكور، أو المقدر في النظم، بل هي متعلق بمقدر من جهة المعنى، لا من جهة الصناعة، [كما] (٣) في: ﴿هَيْتَ لَكَ﴾، فإن هيت بمعنى: هلم، واللام ليست متعلقة به بل بمقدر مثل: "أقول لك"، و"هذا الخطاب لك"، فقوله: ﴿لِمَنِ اتَّقَى﴾ خبر لمبتدأ محذوف، واختلفوا فيه على حسب اختلافهم في تعلق الجار، فمن جعله متعلقا بقوله: ﴿فَمَن تَعَجَّلَ﴾ إلخ، قدر: "ذلك التخيير لمن اتقى" أي: مختص به. (٤)
ولما ورد: أن التخيير إنما هو للحاج، فلِمَ وصف بالتقي وحصر التخيير فيه؟ !
(٢) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٤).
(٣) في ب: بل. والمثبت أعلى هو الصحيح.
(٤) قال صاحب الدر المصون (٢/ ٣٤٦): " قوله: ﴿لِمَنِ اتَّقَى﴾ هذا الجارُّ خبرُ مبتدأ محذوفٍ، واختلفوا في ذلك المبتدأ حَسَبَ اختلافِهم في تعلُّقِ هذا الجارِّ من جهةِ المعنى لا الصناعة،
فقيل: يتعلَّقُ من جهةِ المعنى بقولِه: ﴿فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ فتُقَدِّر له ما يَليقُ به، أي: انتفاءُ الإِثمِ لِمَن اتَّقى.
وقيل: متعلِّقٌ بقولِه: ﴿وَاذْكُرُوا﴾ أي: الذكرُ لمَنِ اتقى.
وقيل: متعلِّق بقولِه: ﴿غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [البقرة: ١٩٩] أي: المغفرة لمن اتقى.
وقيل: التقديرُ: السلامة لمن اتقى.
وقيل: التقديرُ: ذلك التخييرُ وَنفْيُ الإِثم عن المستعجلِ والمتأخرِ لأجلِ الحاجِّ المتَّقي... [إلى آخر ماذكره الإمام الزمخشري ثم قال: ] قال هذين التقديرين الزمخشري.
وقال أبو البقاء: «تقديرُه: جوازُ التعجيل والتأخير لمن اتقى». [التبيان (١/ ١٦٦)]
وكلُّها أقوالٌ متقاربة.
ويجوز أن يكونَ ﴿لِمَنِ اتَّقَى﴾ في محلِّ نصب على أن اللامَ لامُ التعليل، وتتعلَّقُ بقولِه ﴿فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ أي: انتفى الإِثمُ لأجلٍ المتَّقي." أهـ