أي: ومنهم من يروقْك كلامُه،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(من يروقك (١) إلخ): " في التاج (٢): " الروق: نيكو أمدن." (٣) فالتعجب مجاز عما يلزمه من الروق والعظمة، فإن الأمر الغريب المجهول السبب يستطيبه الطبع ويعظم وَقْعُه (٤) في القلوب، وليس على حقيقته؛ لعدم الجهل بالسبب، أعني: الفصاحة (٥) والحلاوة." (٦) أهـ (ع)
ومعنى أمدن: مجئ الشاء، ونيكو: طيبا حسنا.
وفي (ز):
" ﴿يُعْجِبُكَ﴾: أي تستحسن ظاهر قوله، وتعده حسنا مقبولا، فإن الإعجاب استحسان الشاء والميل إليه. والهمزة فيه للتعدية (٧).
قال الراغب: " العجب: عبرة تعرض للإنسان عند الجهل بسبب الشاء، وحقيقة أعجبني كذا: ظهر لي ظهورا لم أعرف سببه. " (٨) " (٩) أهـ
_________
(١) يروق: من الرَّوْقُ: وهو الإِعْجابُ بالشَّيْءِ، يقال: راقَهُ هذا المنظرُ يَرُوقُه: إِذا أَعْجَبَهُ وسرّه. ينظر: تاج العروس - مادة روق (٢٥/ ٣٧٣)، معجم اللغة العربية - مادة روق (٢/ ٩٦١).
(٢) يقصد: كتاب " تاج المصادر " لأبي جعفر أحمد بن علي، المعروف: بجعفرك المقري، البيهقي، المتوفي: ٥٤٤ هـ، وهو معجم عربي / فارسي.
(٣) في تاج المصادر (١/ ١٥٣): " الروق: الإعجاب "، وينظر: تفسير " روح البيان " (٣/ ٤٨٠) [لأبي الفداء إسماعيل حقي ت: ١١٢٧ هـ، دار الفكر - بيروت].
(٤) وَقْعه: أي موقعه وأثره.
(٥) الفصاحة: في اللغة: الإبانة والظهور، وهي في المفرد: خلوصه من تنافر الحروف والغرابة ومخالفة القياس، وفي الكلام: خلوصه من ضعف التأليف وتنافر الكلمات مع فصاحتها، وفي المتكلم: مَلَكَة يقتدر بها على التعبير عن المقصود بلفظ فصيح. ينظر: التعريفات - باب الفاء (١/ ١٦٧).
(٦) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٦ / ب).
(٧) همزة التعدية: هي الهمزة التي تدخل على الفعل فتجعله متعديا إلى مفعول لم يكن متعديا إليه قبل الصوغ، فإن كان الفعل لازما جعلته متعديا لمفعول واحد نحو: "جلس زيدُ، وأجلست زيدا"، وإن كان متعديا لواحد جعلته متعديا لاثنين نحو: "دخل زيدُ الدارَ، وأدخلت زيدا الدارَ"، وإن كان متعديا لاثنين جعلته متعديا لثلاثة نحو: " علم زيدُ عمرا فاضلا، وأعلمت زيدا عمرا فاضلا ". وتسمى أيضا همزة النقل. ينظر: شرح ابن عقيل (٢/ ٦٤)، شرح الأشموني (١/ ٣٨٥)، شرح تسهيل الفوائد (٢/ ١٠٠) [لجمال الدين ابن مالك الطائي ت: ٦٧٢ هـ، تحقيق: د. عبد الرحمن السيد، دار هجر للطباعة، ط: الأولى ١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م].
والهمزة التي في صيغة التعجب - " ما أفعل " - هي همزة التعدية، فإذا قلت: "ما أحسن زيدًا! " فأصلُه: حَسُنَ زيدٌ، فأردت الإخبارَ بأن شيئًا جعله حسنًا، فنقلتَه بالهمزة. ينظر: شرح المفصل (٤/ ٤١٤) [ليعيش بن علي بن يعيش ت: ٦٤٣ هـ، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط: الأولى، ١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م].
(٨) المفردات في غريب القرآن - مادة عجب (١/ ٥٤٧).
(٩) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٤٩٩).


الصفحة التالية
Icon