أو بـ: ﴿يُعْجِبُكَ﴾، أي: يعجبك قولُه في الدنيا بحلاوته وفصاحته،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا في معنى القول: بجعل (في) للتعليل، كما في: (عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ) (١)، ومن لم يتنبه لمراده (٢) قال: مآل الوجهين واحد، والتغاير باعتبار المضاف المقدر. " (٣)
(بحلاوته إلخ): راجع للوجهين (٤).
قال (ش):
" وإعجابه به؛ لفصاحته. واكتفى المصنف (٥) ببيانه في الوجه الثاني. (٦) " (٧)
(وفصاحته إلخ) " قال أبو حيان: الظاهر تعلقه به لا على هذا المعنى، بل على معنى أنك تستحسن مقالته دائما في مدة حياته، إذ لا يصدر منه من القول إلا ما هو معجب رائق لطيف
_________
(١) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (٤/ ١٧٦)، كِتَاب أَحَادِيثِ الأَنْبِيَاءِ، بَاب حَدِيثِ الغَارِ، رقم: ٣٤٨٢، وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه (٤/ ١٧٦٠)، كتاب السَّلَامِ، بَاب تَحْرِيمِ قَتْلِ الْهِرَّةِ، رقم: ٢٢٤٢، كلاهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (١٥/ ٢٩٠)، مسند أبي هريرة رضي الله عنه، رقم: ٩٤٨٢.
وقد ذكر هذا الحديث الإمام النووي في كتابه " المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" (١٤/ ٢٤٠) [دار إحياء التراث العربي - بيروت، ط: الثانية، ١٣٩٢ هـ]، والإمام ابن حجر في " فتح الباري شرح صحيح البخاري " (١٦/ ٦٣) وقالا في شرحه: " (عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ): بِسَبَبِ هِرَّةٍ."
وقال ابن مالك في " شرح التسهيل" (٣، ١٥٥) باب حروف الجر: " في، التي للتعليل كقوله صلى الله عليه وسلم: "عُذّبت امرأةٌ في هرة"."
(٢) أي: مراد القاضي البيضاوي.
(٣) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٤).
(٤) يقصد وجهي تعلق قوله تعالى: ﴿فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ إما بقوله تعالى: ﴿قَوْلُهُ﴾، أو تعلقه بقوله تعالى: ﴿يُعْجِبُكَ﴾.
(٥) أي: القاضي البيضاوي في تفسيره.
(٦) الوجه الثاني: هو تعلق قوله تعالى: ﴿فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ بقوله تعالى: ﴿يُعْجِبُكَ﴾. حيث قال القاضي البيضاوي: " أو يعجبك [يقصد: أو متعلق بيعجبك] أي: يعجبك قوله في الدنيا حلاوة وفصاحة ولا يعجبك في الآخرة." تفسير البيضاوي (١/ ١٣٣).
(٧) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٤).