..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال (ش):
" فهو على حد (١): " وَلَا تَرَى الضَّبَّ بِهَا يَنْجَحِرْ " (٢)، وفيه تأمل." (٣) أهـ
وفي (ع):
" (لا يؤذن له): فلا يتكلم حتى يعجبك." (٤) أهـ
و[هو] (٥) في (ك). (٦)
_________
(١) "على حد" يقصد به: من قَبيل، أو على منوال. وليس المراد به "الحد المنطقي" الذي: هو التعريف بالجنس والفصل.
(٢) هو عجز بيت وتمامه:
لَا يُفْزِعُ الْأَرْنَبَ أَهْوَالُهَا | وَلَا تَرَى الضَّبَّ بِهَا يَنْجَحِرْ |
قاله فِي وصف فلاة. والإفزاع: الإخافة، والأرنب: مفعول مقدم، وأهوالها: فَاعل يفزع، وَالضَّمِير: للمفازة والفلاة، والأهوال: جمع هول وَهِي الشدائد الَّتِي تفزع، والضب: حَيَوَان مَعْرُوف، والانجحار بِتَقْدِيم الْجِيم على الْحَاء الْمُهْملَة: الدُّخُول فِي الْجُحر بِضَم الْجِيم: وَهُوَ مَا حفره الْهَوَام السبَاع لأنفسها.
وهذا البيت هو ضّرب من البيان قائم على أن العرب قد تنفى عن شيء صفةَ ما، والمراد نفى وجود ذلك الشاء أصلا.
فالشاعر لم يُرد أَن بهَا أرانب لَا تفزعها أهوالها وَلَا ضباباً غير منحجرة، وَلكنه نفى أَن يكون بهَا حَيَوَان أصلا. فهو يريد ما بها أرنب حتى تفزع، ولا ضب بها حتى ينجحر، فالْمَنْفِيّ فِي الْبَيْت الضَّب والانجحار جَمِيعًا لَا الانجحار فَقَط، إِذْ المُرَاد وصف هَذِه الْمَفَازَة بِكَثْرَة الْأَهْوَال بِحَيْثُ لَا يُمكن أَن يسكنهَا حَيَوَان.
وَقد أوردهُ صَاحب الْكَشَّاف (١/ ٤٢٦) عِنْد تفسير قَوْله تَعَالَى: ﴿بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا﴾ [آل عمران: ١٥١] على أَن المُرَاد نفي السُّلْطَان - يَعْنِي الْحجَّة - وَالنُّزُول جَمِيعًا، لَا نفي التَّنْزِيل فَقَط بِأَن يكون ثمَّة سُلْطَان لكنه لم ينزل. ينظر: المراجع المذكورة سابقا.
والشاهد فيه: حيث ذكره الشهاب تعقيبا على قول الإمام البيضاوي: " ولا يعجبك في الآخرة؛..... لأنه لا يؤذن له في الكلام." فالمراد نفي الكلام والعجب جميعا، لا نفي العجب فقط، فهو ليس له كلام في الآخرة حتى يعجبك.
(٣) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٤).
(٤) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٦ / ب).
(٥) سقط من ب.
(٦) تفسير الكشاف (١/ ٢٥١) والعبارة: " لأنه لا يؤذن له في الكلام، فلا يتكلم حتى يعجبك كلامه".