وقرئ: (ويَشهدُ الله)، فالمرادُ بـ ﴿مَا فِي قَلْبِهِ﴾: ما فيه حقيقةً، ويؤيده: قراءةُ ابنِ عبَّاسً - رضي الله عنهما -: (والله يشهَدُ على ما في قلبه) على أن كلمةَ ﴿عَلَى﴾؛ لكون المشهودِ به مُضِرّاً له، فالجملةُ اعتراضية.
وقرئ: (ويستشهدُ الله).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
في (ك):
" ﴿وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ﴾ أي: يحلف ويقول: الله شاهد على ما في قلبي من محبتك ومن الإسلام. (١) " (٢) أهـ
(فالجملة اعتراضية): أي بين الحال وذيها (٣).
(وقرئ: ويستشهد الله (٤) إلخ)
في (ك):
" وفي مصحف أبي (٥):
_________
(١) أي كونه: مسلم خالص.
(٢) تفسير الكشاف (١/ ٢٥١).
(٣) ذيها: هي في الأصل "ذو" التي بمعنى صاحب وهي من الأسماء الستة، التي ترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء، فيقال: جاء رجل ذو مال، ورأيت رجلا ذا مال، ومررت برجل ذي مال، ومنه قوله تعالى: ﴿ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ﴾ [التكوير: ٢٠]، ولا تستعمل " ذو" إلا مضافة، وشرط ما تضاف إليه "ذو" أن يكون اسم جنس ظاهرا غير صفة، فالضمير لا تضاف إليه ذو، ولو سمع فهو شاذ. كالموضع الذي ذكره صاحب الحاشية حيث أضافها إلى الضمير. ينظر: شرح ابن عقيل (١/ ٥٤)، فتح رب البرية بشرح نظم الأجرومية (١/ ١٤١).
والمراد هنا: أن الجملة معترضة بين الحال وصاحب الحال.
(٤) قَرَأَ الْجُمْهُورُ: ﴿وَيُشْهِدُ اللَّهَ﴾ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْهَاءِ، وَنَصْبِ الْجَلَالَةِ مِنْ: أَشْهَدَ، والفاعل يعود على ﴿مَن﴾. وَقَرَأَ أُبَيٌّ وَابْنُ مَسْعُودٍ: (وَيَسْتَشْهِدُ اللَّهَ)، وَهِيَ حُجَّةٌ لِقِرَاءَةِ الْجَمَاعَةِ.
وَالْمَعْنَى عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ: أَنَّهُ يَحْلِفُ بِاللَّهِ وَيُشْهِدُهُ أَنَّهُ صَادِقٌ وَقَائِلٌ حَقًّا، وَأَنَّهُ مُحِبٌّ فِي الرَّسُولِ وَالْإِسْلَامِ، وَقِرَاءَةُ الْجَمَاعَةِ أَبْلَغُ فِي الذَّمِّ؛ لِأَنَّهُ قَوِيَ عَلَى نَفْسِهِ الْتِزَامُ الْكَلَامِ الْحَسَنِ، ثُمَّ ظَهَرَ مِنْ بَاطِنِهِ خِلَافُهُ.... ينظر: المحرر الوجيز (١/ ٢٧٩)، مفاتيح الغيب (٥/ ٣٤٥)، تفسير القرطبي (٣/ ١٥)، البحر المحيط (٢/ ٣٢٦)، الدر المصون (٢/ ٣٤٩).
(٥) أبي: هو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد، أبو المنذر، المتوفي: ٢١ هـ، من بني النجار، من الخزرج، كان قبل الإسلام حبرا من أحبار اليهود، مطلعا على الكتب القديمة، يكتب ويقرأ - على قلة العارفين بالكتابة في عصره - ولما أسلم كان من كتاب الوحي. وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وكان يفتي على عهده. وشهد مع عمر بن الخطاب وقعة الجابية، وكتب كتاب الصلح لأهل بيت المقدس. وأمره عثمان بجمع القرآن، فاشترك في جمعه. وله في الصحيحين وغيرهما ١٦٤ حديثا، مات بالمدينة. ينظر: الاستيعاب (١/ ٦٥)، الإصابة (١/ ١٨٠).