يوالي رسولَ الله - ﷺ - ويدعي الإسلامَ والمحبة.
وقيل: في المنافقين، والجملةُ حالٌ منَ الضميرِ المجرور في: ﴿قَوْلُهُ﴾، أو من المستكنّ في ﴿يُشْهِدُ﴾، وعطف على ما قبلها على القراءتين المتوسطتين.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وحُسْن إسلامه لا يعلمه إلا الله، فلعله كان من المنافقين، والراوي لهذا لا يُسَلم ما قاله ابن الجوزي. ومعنى (بَيَّتَهم): أوقع بهم ليلا، من البيات." (١) أهـ
(يوالي رسول الله صلى الله عليه وسلم): " الموالاة (٢): باكسي دوستي داشتن (٣)، أي: يدعي أنه يحبه، وأنه مسلم." (٤) (ع)
(وقيل: في المنافقين) ": كلهم، أخرجه ابن جرير عن ابن عباس (٥)." (٦) سيوطي
(وعطف) عطف على حال على ما قبلها، وهو: ﴿يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ﴾ على القراءتين، (٧) (يَشْهَدُ اللهُ) (٨) و (الله يَشْهَدُ) (٩) المتوسطتين بين ﴿وَيُشْهِدُ اللَّهَ﴾، و (يستشهد الله).
_________
(١) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٤ - ٢٩٥).
(٢) الْمُوَالَاةُ: ضِدُّ الْمُعَادَاةِ، يقال: والى فلَان فلَانا، إِذا أَحَبَّه. ينظر: تهذيب اللغة - باب اللام والميم (١٥/ ٣٢٥)، مختار الصحاح - مادة ولي (١/ ٣٤٥).
(٣) في تاج المصادر (٢/ ٤٥٣): "والى الشاء: تابعه، وزيدا: أحبه."وينظر: روح البيان (٣/ ٤٦٨).
(٤) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٧ / أ).
(٥) ما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس هي رواية سرية الرجيع وسيأتي بيانها بالتفصيل - إن شاء الله - في موضعها في الآية: ٢٠٧ من نفس السورة.
(٦) حاشية السيوطي على البيضاوي (٢/ ٤٠٢).
(٧) ينظر: التبيان في إعراب القرآن (١/ ١٦٦)، البحر المحيط (٢/ ٣٢٨)، الدر المصون (٢/ ٣٤٩).
(٨) قَرَأَ أَبُو حَيْوَةَ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ والحسن: (يَشْهَدُ اللَّهُ) بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالْهَاءِ وَرَفْعِ الْجَلَالَةِ فاعلا، مِنْ شَهِدَ. وَالْمَعْنَى: يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ، وَاللَّهَ يَعْلَمُ منْ قَلْبه خِلَاف مَا أَظْهَره. ودَلِيلُهُ قَوْلُهُ: ﴿وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾ [المنافقون: ١].
وقِرَاءَةُ الجمهور تَدُلُّ عَلَى كَوْنِهِ مُرَائِيًا، وَعَلَى أَنَّهُ يُشْهِدُ اللَّهَ بَاطِلًا عَلَى نِفَاقِهِ وَرِيَائِهِ.
وَأَمَّا هذه الْقِرَاءَةُ: فَلَا تَدُلُّ إِلَّا عَلَى كَوْنِهِ كَاذِبًا، وأَمَّا عَلَى كَوْنِهِ مُسْتَشْهِدًا بِاللَّهِ عَلَى سَبِيلِ الكذب فلا، وعلى هذا قراءة الجمهور أدلى عَلَى الذَّمِّ. ينظر: إعراب القرآن (١/ ١٠٤) [لأبي جعفر النَّحَّاس ت: ٣٣٨ هـ، علق عليه: عبد المنعم خليل إبراهيم، دار الكتب العلمية، بيروت، الأولى، ١٤٢١ هـ]، المحرر الوجيز (١/ ٢٧٩)، مفاتيح الغيب (٥/ ٣٤٥)، تفسير القرطبي (٣/ ١٥)، البحر المحيط (٢/ ٣٢٦)، الدر المصون (٢/ ٣٤٩)، فتح القدير (١/ ٢٣٨).
(٩) هذه قِرَاءَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ: (وَاللَّهُ يَشْهَدُ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ)، على أن كلمة ﴿عَلَى﴾ لكون المشهودِ به مُضِرّاً له، والجملة حينئذ اعتراضية. ينظر: المحرر الوجيز (١/ ٢٧٩)، تفسير القرطبي (٣/ ١٥)، فتح القدير (١/ ٢٣٩)، روح المعاني (١/ ٤٩٠).