﴿وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾؛ ولذلك يكلفهم التقوى، ويعرِّضهم للثواب.
والجملةُ: اعتراضٌ تذييلى.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقيل: نزلت في عمار بن ياسر، وأمه سمية (١)، وكانوا يطعنون في قبلها بالرمح حتى ماتت." (٢) " (٣) (ع)
وفي (ز):
" ﴿مَن يَشْرِي نَفْسَهُ﴾ أي: يبيعها، أي: يبذلها، فإن المكلف لما بذل نفسه في طاعة الله من صوم وصلاة وحج وجهاد وتوصل بذلك إلى وجدان ثواب الله،
صار كأنه باع نفسه لله بما نال من ثوابه، كما قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى﴾ (٤) الآية.
ومن رأفته بعباده، اشترى خالص ملكه (٥)، بما لا يعد ولا يحصى من فضله وإحسانه. (٦) " (٧)
[١٣٢/أ]
(ولذلك يكلفهم إلخ) عبارة (ق):
" ﴿رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ حيث أرشدهم إلى هذا الشراء، وكلفهم بالجهاد، فعرضهم لثواب الغزاة والشهادة. " (٨) أهـ
قال (ش):
" فسر رأفة الله ورحمته هنا - لمناسبة المقام - بالإرشاد لما فيه نفع في الآخرة." (٩)
_________
(١) أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٤/ ٢٢٢)، عن ابن عباس، وينظر: تنوير المقباس من تفسير ابن عباس (١/ ٢٨) [ينسب: لعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - ت: ٦٨ هـ، جمعه: مجد الدين الفيروزآبادى ت: ٨١٧ هـ، دار الكتب العلمية - لبنان].
(٢) ينظر: الدر المنثور (١/ ٥٧٧).
(٣) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٨ / أ).
(٤) سورة: التوبة، الآية: ١١١.
(٥) أي: نفس الإنسان فإنها أصلا مملوكة لله عز وجل.
(٦) قال الإمام الرازي في "مفاتيح الغيب" (٥/ ٣٥١): " فَمِنْ رَأْفَتِهِ أَنَّهُ جَعَلَ النَّعِيمَ الدَّائِمَ جَزَاءً عَلَى الْعَمَلِ الْقَلِيلِ الْمُنْقَطِعِ، وَمِنْ رَأْفَتِهِ جَوَّزَ لَهُمْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ إِبْقَاءً عَلَى النَّفْسِ، وَمِنْ رَأْفَتِهِ أَنَّهُ لَا يُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا، وَمِنْ رَأْفَتِهِ وَرَحْمَتِهِ أَنَّ الْمُصِرَّ عَلَى الْكُفْرِ مِائَةَ سَنَةٍ إِذَا تَابَ وَلَوْ فِي لَحْظَةٍ أَسْقَطَ كُلَّ ذَلِكَ الْعِقَابِ، وَأَعْطَاهُ الثَّوَابَ الدَّائِمَ، وَمِنْ رَأْفَتِهِ أَنَّ النَّفْسَ لَهُ وَالْمَالَ، ثُمَّ إِنَّهُ يَشْتَرِي مُلْكَهُ بِمُلْكِهِ فَضْلًا مِنْهُ ورحمة وإحسانا."
(٧) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٥٠٢).
(٨) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٣).
(٩) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٥).