- قيمته العلمية:
الحق أن هذا التفسير غاية فى بابه، ونهاية فى حسن الصوغ وجمال التعبير، فقد جمع فيه ما في تفسيري (الكشاف)، و (أنوار التنزيل) وزاد فيه زيادات حسنة من تفاسير (الجامع لأحكام القرآن) (١)، و (الكشف والبيان) (٢)، و (معالم التنزيل) (٣).
وكشف فيه صاحبه عن أسرار البلاغة القرآنية، بما لم يسبقه أحد إليه، ومن أجل ذلك ذاعت شهرة هذا التفسير بين أهل العلم، وشهد له كثير من العلماء بأنه خير ما كُتب فى التفسير.
يقول صاحب " الفوائد البهية فى تراجم الحنفية ": " وقد طالعتُ تفسيره، وانتفعتُ به، وهو تفسير حسن، ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل، متضمن لطائف ونكات، ومشتمل على فوائد وإشارات ". (٤)
وقد أمر السلطان بوقف نسختين من هذا التفسير وإرسالهما إلى الحرمين الشريفين، وصدر الإذن للطلاب باستنساخ ذلك الكتاب.
فانتشرت نسخه فى الأقطار، ووقع له التلقى بالقبول من العلماء، لحسن سبكه وصدق تعبيره، وصار يقال للإمام أبي السعود: " خطيب المفسرين ". (٥)
* * * * * * * * * *
_________
(١) المشهور بتفسير القرطبي، للإمام محمد بن أحمد شمس الدين القرطبي ت: ٦٧١ هـ
(٢) المسمى: الكشف والبيان عن تفسير القرآن: للإمام أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ت: ٤٢٧ هـ.
(٣) المسمى: معالم التنزيل في تفسير القرآن: للإمام محيي السنة الحسين بن مسعود البغوي ت: ٥١٠ هـ.
(٤) الفوائد البهية (٨٢).
(٥) ينظر: الكواكب السائرة (٣/ ٣١)، التفسير والمفسرون (١/ ٢٤٧).