وآيةٌ ناطقة بحقّية الإسلامِ المأمورِ بالدخول فيه. وكم خبريةٌ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وفي السعد: " (وهذا السؤال) أي: [السؤال] (١) المأمور به للرسول، أو لكل أحد؛ لقصد تقريع بني إسرائيل، لا لقصد أن يجيبوا فيعلم من جوابهم أمر.
والآيات المؤتاة: يحتمل أن تكون معجزات أنبيائهم، على ما هو المعنى اللغوي، وأن [تكون] (٢) آيات كتبهم، على ما هو المتعارف من آيات القرآن وغيره." (٣) أهـ
وهو ما في (ك): " ﴿مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ﴾ على أيدي أنبيائهم وهي معجزاتهم، أو من آية في الكتب شاهدة على صحة دين الإسلام." (٤) أهـ
(أو آية ناطقة) في نسخة (وآية) والواو فيها بمعنى (أو)، أو على أصلها، وهو بمعنى قول غيره، أو آية في الكتب.
قال (ع):
" الآية بالمعنى المتعارف، أعني: طائفة من القرآن وغيره. وبينة: من بان المتعدي، وهي الآيات المتضمنة نعت الرسول - عليه السلام -، وتحقيق نبوته، وتصديق ما جاء به." (٥) (ع)
(وكم خبرية (٦) إلخ)
_________
(١) في ب: سؤال. والمثبت أعلى هو الصحيح.
(٢) في ب: يكون. والمثبت أعلى هو الصحيح.
(٣) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٣ / ب).
(٤) تفسير الكشاف (١/ ٢٥٤).
(٥) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤٠ / أ).
(٦) كَمْ: اسم موضوع لعدد مُبْهَمٍ جِنْسًا ومِقْدارًا، ولها موضعان: الخبر، والاستفهام.
أما الخبرية: فبمعنى" عدد كثير". ويستعملها من يريد الافتخار والتكثير.
وأما الاسفهامية: فبمعنى: "أي عدد"، قليلا كان أو كثيرًا، ويستعملها من يسأل عن كمية الشيء.
ويشتركان في أمور:
كونهما كنايتين عن عدد مجهول، وكونهما مبنيَين على السكون، وكل منهما له صدر الكلام، وكل منهما يحتياج إلى التمييز.
ويفترقان أيضًا في أمور منها:
أَن الْكَلَام مَعَ الخبرية مُحْتَمل للتصديق والتكذيب، بِخِلَافِهِ مَعَ الاستفهامية.
وأَن الْمُتَكَلّم بالخبرية لَا يَسْتَدْعِي من مُخَاطبه جَوَابا؛ لِأَنَّهُ مخبر، والمتكلم بالاستفهامية يستدعيه؛ لِأَنَّهُ مستخبر.
وأَن تَمْيِيز كم الخبرية مُفْرد أَو مَجْمُوع، تَقول: كم عبيد ملكت، وَكم عبد ملكت، وَلَا يكون تَمْيِيز الاستفهامية إِلَّا مُفردا.
وأَن تَمْيِيز الخبرية وَاجِب الْخَفْض، وتمييز الاستفهامية مَنْصُوب، وَلَا يجوز جَرّه.
ينظر: اللمحة في شرح الملحة (١/ ٢٨٩)، مغني اللبيب (١/ ٢٤٣)، شرح التصريح (٢/ ٤٧٣).