﴿وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ﴾ أي: في الدارين.
﴿بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾: بغير تقدير.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كتب السعد:
" واللام في (لحالهم)؛ للتقوية (١)، كما في: " لضارب لزيد"." (٢) أهـ
وفي (ز):
" (لأنهم في عليين) على كون (فوق) ظرف مكان حقيقة.
وما بعده على كونه كذلك مجازا، إما بالنسبة إلى نعيم المؤمنين في الآخرة ونعيم الكافرين في الدنيا، وإما باعتبار أن سخرية المؤمنين لهم في الآخرة فوق سخرية الكفار بهم في الدنيا." (٣) أهـ
ومن ذلك يدرك حل المفسر.
(أي: في الدارين): " قَدَّرَه؛ ليكون تذييلا لكلا الحكمين.
أعني: سخرية الكفار في الدنيا، وعلو المؤمنين عليهم في الآخرة." (٤) (ع)
(بغير تقدير (٥)) قال (ش):
" بلا تضييق، وهو بمعنى: التقتير، وهو المتبادر منه.
وقيل: المراد أنه لا يسألهم عليه؛ لأنهم يكسبونه حلا وينفقونه طيبا، كما قيل: من حاسب نفسه في الدنيا أمن الحساب يوم القيامة." (٦) أهـ
_________
(١) لام التقوية: هِي المزيدة لتقوية عَامل ضَعُفَ، إِمَّا بِتَأْخِيرِهِ نَحْو: ﴿إِن كُنتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ﴾ [يوسف: ٤٣]، أَو بِكَوْنِهِ فرعا فِي الْعَمَل نَحْو: ﴿فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ﴾ [البروج: ١٦].
ينظر: أوضح المسالك (٣/ ٢٨)، الكليات (١/ ٧٨٢).
(٢) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٤ / ب).
(٣) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٥٠٩).
(٤) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤١ / ب).
(٥) التقدير هنا: من قولك: قَدَرْتُ عليه الشيء: أي ضيّقته، كأنما جعلته بقدر، بخلاف ما وصف بغير حساب، قال تعالى: ﴿وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ﴾ [الطلاق: ٧] أي: ضيّق عليه، وقال تعالى: ﴿يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ﴾ [الروم: ٣٧]، وقَدَرَ عَلَى عِيَالِهِ بِالتَّخْفِيفِ مِثْلُ قَتَرَ. ينظر: مادة (قدر) في: المفردات (١/ ٦٥٩)، مختار الصحاح (١/ ٢٤٨).
(٦) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٧).