متفقين على كلمة الحق ودينِ الإسلام، وكان ذلك بين آدمَ وإدريسَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(متفقين على الحق) كذا في (ق) (١).
فكتب (ع): " وهو: التوحيد والتعبد بما أمروا به ونهوا عنه." (٢) أهـ
(بين آدم وإدريس): " ذكر في روضة الأحباب (٣): " أنه قد ثبت أن الناس في زمان آدم كانوا موحدين متمسكين بدينه، بحيث يصافحون الملائكة إلا جمعا قليلا من قابيل (٤) ومتابعيه، إلى زمان رفع إدريس (٥) عليه السلام، ثم اختلفوا فيما بينهم." (٦) أهـ
_________
(١) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٥).
(٢) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤٢ / أ).
(٣) يقصد كتاب: " رَوْضَة الاحباب فِي سيرة النَّبِي - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - والآل والاصحاب " لجمال الدين ابن عطاء الله بن فضل الله الشيرازي النيسابوري، المتوفى: ٩٢٦ هـ، وهو كتاب فِي التَّارِيخ والسيرة، وهو فَارسي مطبوع. ينظر: كشف الظنون (١/ ٩٢٢)، هدية العارفين (١/ ٦٦٤).
(٤) قابيل: هو ابن آدم - عيه السلام -، واختلف في اسمه فقيل: قين، أو قايين، أو قابيل، وهو الذي ذكر الله - تعالى - قصة قتله لأخيه هابيل في قوله تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْأخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: ٢٧]. ينظر: تاريخ الرسل والملوك، للطبري (١/ ١٣٧)، قصص الأنبياء (١/ ٥٦) [لأبي الفداء إسماعيل بن كثير ت: ٧٧٤ هـ، تحقيق: مصطفى عبد الواحد، دار التأليف - القاهرة، ط: الأولى، ١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م]، موجز التاريخ الإسلامي منذ عهد آدم عليه السلام إلى عصرنا الحاضر ١٤١٧ هـ/٩٦ - ٩٧ م (١/ ١٢) [لأحمد معمور العسيري، فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية - الرياض، ط: الأولى، ١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م].
(٥) اختلف المفسرون في مسألة رفع إدريس - عليه السلام - وذلك؛ لأن الله تعالى قال فيه: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾ [مريم: ٥٦ - ٥٧]، وقد ذكر المفسرون قولين في بيان معنى: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾ ذكرهما الإمام الرازي في مفاتيح الغيب (٢١/ ٥٥٠) قائلا:
" قَوْلُهُ: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾ فِيهِ قَوْلَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ مِنْ رِفْعَةِ الْمَنْزِلَةِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ [الشَّرح: ٤]، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى شَرَّفَهُ بِالنُّبُوَّةِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ ثَلَاثِينَ صَحِيفَةً، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بِالْقَلَمِ، وَنَظَرَ فِي عِلْمِ النُّجُومِ وَالْحِسَابِ، وَأَوَّلُ مَنْ خَاطَ الثِّيَابَ وَلَبِسَهَا وَكَانُوا يَلْبَسُونَ الْجُلُودَ.
الثَّانِي: أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الرِّفْعَةُ فِي الْمَكَانِ إِلَى مَوْضِعٍ عَالٍ، وَهَذَا أَوْلَى؛ لِأَنَّ الرِّفْعَةَ الْمَقْرُونَةَ بِالْمَكَانِ تَكُونُ رِفْعَةً فِي الْمَكَانِ لَا فِي الدَّرَجَةِ، ثُمَّ اخْتَلَفُوا:
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ اللَّهَ رَفَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَإِلَى الْجَنَّةِ وَهُوَ حَيٌّ لَمْ يَمُتْ.
وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ وَقُبِضَ رُوحُهُ." أهـ
ثم ذكر رواية طويلة في معنى هذا القول الأخير رواها ابن عباس - رضي الله عنه - عن كعب الأحبار، وهذه الرواية أخرجها ابن جرير في تفسيره (١٨/ ٢١٢)، وذكرها جمع من المفسرين في تفسيرهم لهذه الآية، إلا أن الإمام ابن كثير قال في تفسيره (٥/ ٢٤٠):
" وَقَدْ رَوَى ابْنُ جَرِيرٍ هَهُنَا أَثَرًا غَرِيبًا عَجِيبًا، فَقَالَ: حَدَّثَنِي... [وذكر الرواية كاملة ثم قال: ] هَذَا مِنْ أَخْبَارِ كَعْبِ الْأَحْبَارِ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ، وَفِي بَعْضِهِ نَكَارَةٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ."
(٦) ينظر: روح المعاني (١/ ٤٩٥).