﴿مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ﴾ عن كعب الذي علمتُه من عددُ الأنبياءِ - عليهم السلام - مائة وأربعةٌ وعشرون ألفاً، والمرسَلُ منهم ثلثُمائةٍ وثلاثة عشرَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(عن كعب (١) إلخ): " ورد ذلك في حديث مرفوع، أخرجه أحمد (٢) وابن حبان (٣)، عن أبي ذر (٤)، أنه سأل رسول الله - ﷺ -: كم الأنبياء؟ قال: (مائة ألف وأربعة
_________
(١) كعب: هو كعب بن ماتع بن ذي هجن الحميري، أبو إسحاق، المعروف بكعب الأحبار، المتوفى: ٣٢ هـ، تابعي. كان في الجاهلية من كبار علماء اليهود في اليمن، وأسلم وقدم المدينة في زمن عمر، فأخذ عنه الصحابة وغيرهم كثيرا من أخبار الأمم الغابرة، وأخذ هو من الكتاب والسنة عن الصحابة. وخرج إلى الشام، فسكن حمص، وتوفي فيها، عن مائة وأربع سنين.
ينظر: أسد الغابة (٤/ ٤٦٠)، الإصابة (٥/ ٤٨١).
(٢) أحمد: هو أحمد بن محمد بن حنبل، أبو عبد الله، الشيبانيّ الوائلي، المتوفى: ٢٤١ هـ، إمام المذهب الحنبليّ، وأحد الأئمة الأربعة. ولد ببغداد. فنشأ منكبّا على طلب العلم، وسافر في طلبه أسفارا كبيرة إلى الكوفة والبصرة ومكة والمدينة واليمن والشام وغيرها كثير. وصنّف (المسند) ستة مجلدات، يحتوي على ثلاثين ألف حديث. وله كتب في (التاريخ)، و (الناسخ والمنسوخ)، و (الرد على الزنادقة فيما ادعت به من متشابه القرآن)، و (التفسير)، و (فضائل الصحابة)، و (المناسك). ولما تولى المعتصم سجن ابن حنبل ثمانية وعشرين شهرا؛ لامتناعه عن القول بخلق القرآن، وأطلق سنة ٢٢٠ هـ، وقدمه من جاء بعد المعتصم من الخلفاء حتى توفي الإمام وهو على تقدمه عند المتوكل.
ينظر: حلية الأولياء (٩/ ١٦١)، تاريخ بغداد (٦/ ٩٠).
(٣) ابن حبان: هو محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ التميمي، أبو حاتم البستي، ويقال له: ابن حِبّان، المتوفى: ٣٥٤ هـ، مؤرخ علّامة جغرافي محدث. ولد في بست (من بلاد سجستان) وتنقل في الأقطار، فرحل إلى خراسان والشام ومصر والعراق والجزيرة. وتولى قضاء سمرقند مدة، وهو أحد المكثرين من التصنيف. من كتبه: (المسند الصحيح) في الحديث، و (الثقات)، و (علل أوهام أصحاب التواريخ)، و (الصحابة)، وكتاب (التابعين)، و (أتباع التابعين)، و (تباع التبع)، و (أسامي من يعرف بالكنى)، و (المعجم) على المدن، و (وصف العلوم وأنواعها).
ينظر: ميزان الاعتدال (٣/ ٥٠٦)، شذرات الذهب (١/ ٣٤).
(٤) أبو ذر: هو جُندب بن جُنادة بن سفيان بن عبيد، من بني غِفار، من كنانة بن خزيمة، أبو ذر، المتوفى: ٣٢ هـ، من كبار الصحابة، يقال أسلم بعد أربعة وكان خامسا. يضرب به المثل في الصدق. وهو أول من حيا رسول الله - صلّى الله عليه وسلم- بتحية الإسلام. هاجر بعد وفاة النبي - صلّى الله عليه وسلم - إلى بادية الشام، فأقام إلى أن توفي أبو بكر وعمر وولي عثمان، فقدم المدينة وسكنها حتى مات بها. وكان كريما لا يخزن من المال قليلا ولا كثيرا، ولما مات لم يكن في داره ما يكفن به. روى له البخاري ومسلم ٢٨١ حديثا. وفي اسمه واسم أبيه خلاف.
ينظر: حلية الأولياء (١/ ١٥٦)، الإصابة (٧/ ١٠٥).