وقيل: كَانَ الناسُ أُمَّةً واحدة متفقةً على الكفر والضلال
ـــــــــــــــــــــــــــــ
هؤلاء. " (١) أهـ
ونقله (ع) (٢) و (ش) (٣)، لكنهما أسقطا العزيز، فليتحر الصواب.
(وقيل كان الناس إلخ) في (ك):
" وقيل: كان الناس أمة واحدة كفارا، فبعث الله النبيين، فاختلفوا عليهم، والأول الوجه." (٤) أهـ
قال السعد:
" لدلالة القراءة والآية عليه (٥)، ولكون الاتفاق على الإيمان كان في أول زمن آدم، وآخر زمن نوح عليهم (٦) السلام مقررا محققا، بخلاف الاتفاق على الكفر." (٧) أهـ
وفي (ز):
" دلت الآية على أن الناس كانوا أمة واحدة، لكن ما دلت على أنهم كانوا متفقين في الحق أم في الباطل.
ذهب أكثر محققي المفسرين إلى أنهم كانوا متفقين في الإيمان واتباع الحق؛ بدليل: ﴿فَبَعَثَ﴾ إلخ، فثبت أن بعثهم بعد الاختلاف المستلزم لسبق اتفاق، فتعين أنه على الحق، إذ لو كانوا قبل الاختلاف متفقين على الكفر لكان بعث الرسل قبل الاختلاف أولى؛ لأنهم لما بعثوا والبعض محق والبعض مبطل، فلأن يبعثوا والكل مبطل أولى.
وأيضا آدم لما بعثه الله رسولا إلى أولاده كانوا مسلمين مطيعين لله، فلم يحدث بينهم اختلاف في الدين إلى أن قتل قابيل هابيل بسبب الحسد والبغي.
وهذا المعنى ثابت بالنقل المتواتر، والآية ناطقة به كما حكى الله عن ابني آدم: ﴿إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْأخَرِ﴾ (٨) فأدى ذلك إلى قتل أحدهما الآخر، ولم يكن ذلك القتل والكفر بالله إلا بسبب البغي والحسد.
_________
(١) حاشية السيوطي على البيضاوي (٢/ ٤٠٦ - ٤٠٧).
(٢) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤٢ / ب).
(٣) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٨).
(٤) تفسير الكشاف (١/ ٢٥٦).
(٥) يقصد: قراءة ابن مسعود، وآية سورة يونس: ﴿وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا﴾ [يونس: ١٩].
(٦) في ب بزيادة: الصلاة.
(٧) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٤ / أ).
(٨) سورة: المائدة، الآية: ٢٧.


الصفحة التالية
Icon