..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقال (ع):
" البغي في اللغة: الطلب، استعمل في طلب ما لغيره لنفسه، ويلزمه الحسد والظلم (١)؛ فلذا فسره بهما، ولم يظهر فائدة توصيف الحسد بالظرف." (٢) أهـ
﴿فَهَدَى اللَّهُ﴾ إلخ: " قال ابن زيد (٣): " هذه الآية في أهل الكتاب اختلفوا في القبلة، فصلت اليهود إلى بيت المقدس، والنصارى إلى المشرق، فهدانا الله للكعبة (٤).
واختلفوا في إبراهيم، قالت اليهود: كان يهوديا، وقالت النصارى: كان نصرانيا، فهدانا الله إلى أنه كان حنيفا مسلما (٥).
واختلفوا في عيسى، فَرَّطَ اليهود فجعلوه لَغِيَّة (٦)، وأفرط النصارى فجعلوه ربا، فهدانا الله لما هو الحق في شأنه (٧). (٨) " (٩) (ز)
_________
(١) ينظر (مادة بغى): المفردات (١/ ١٣٦)، مختار الصحاح (١/ ٣٧)، وينظر: التحرير والتنوير (٢/ ٣١٠).
(٢) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤٣ / ب).
(٣) ابن زيد: هو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، المتوفى: ١٨٢ هـ. كَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ، ضَعِيفًا جِدًّا، وقال أبو حاتم عنه: ليس بالقوي في الحديث، كان في نفسه صالحا وفي الحديث واهيا. صاحب كتاب: (الناسخ والمنسوخ)، و (التفسير)، روى عن أبيه، وابن المنكدر، وأخرج له الترمذيّ، وابن ماجة. وكانت وفاته بِالْمَدِينَةِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ هَارُونَ. ينظر: الطبقات الكبرى، لابن سعد (٥/ ٤٨٤)، ميزان الاعتدال (٢/ ٥٦٤)، طبقات المفسرين، للداودي (١/ ٢٧١).
(٤) قال تعالى: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: ١٤٤].
(٥) قال تعالى: ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [آل عمران: ٦٧].
(٦) في حاشية زادة بلفظ: لغرة.
ولِغَيَّة: هي من الغَيّ الذي هُوَ خِلَافُ الرُّشْدِ، وَالِاسْمُ: الْغَوَايَةُ بِالْفَتْحِ، ويقال: هُوَ لِغِيَّةٍ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: كَلِمَةٌ تُقَالُ فِي الشَّتْمِ، كَمَا يُقَالُ: هُوَ لِزَنْيَةٍ. ينظر: المصباح المنير - مادة غوى (٢/ ٤٥٧).
(٧) قال تعالى حكاية عن اليهود: ﴿فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَامَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا﴾ [مريم: ٢٧]، وقال ردا على النصارى: ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾ [المائدة: ١٧]، وبين تعالى الحق بشأن عيسى - عليه السلام-: ﴿إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾ [النساء: ١٧١].
(٨) أخرجه الإمام الطبري في تفسيره (٤/ ٢٨٤)، رقم: ٤٠٦١، وأخرجه ابن أبي حاتم (٢/ ٣٧٨) رقم: ١٩٩٤، وذكره الإمام الثعلبي في " الكشف والبيان " (٢/ ١٣٤)، والإمام البغوي في " معالم التنزيل " (١/ ٢٧٢)، والإمام الرازي في " مفاتيح الغيب " (٦/ ٣٧٦)، والإمام ابن كثير في تفسيره (١/ ٥٧٠)، والإمام السيوطي في " الدر المنثور" (١/ ٥٨٣).
(٩) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٥١٢).