ولم تبتلوا بما ابتلوا به من الأحوالِ الهائلةِ، التي هي مَثَلٌ في الفظاعة والشدّة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(ولم تبتلوا إلخ) العطف: للتفسير (١)، قصد به (أن يأتكم) بمعنى: يصبكم ويحصل لكم.
(من الأحوال الهائلة) يشير إلى تفسير ﴿مَّثَلُ﴾ بـ (حال)، وإلى نكتة التعبير عنها بـ ﴿مَّثَلُ﴾، بقوله: (التي هي مثل في الفظاعة).
قال (ش):
" لما مر أن لفظ المثل مستعار للحال، وللقصة العجيبة الشأن (٢)." (٣) أهـ
أي: كأنها لغرابتها مثل سائر.
= (لم) و (لما) يشتركان في كونهما: حرفيْ نفيٍ وجزمٍّ وقلبٍ؛ لأنهما تَنفيان المضارعَ، وتجزِمانهِ، وتقلبانِ زمانه من الحال أو الاستقبال إلى المضيّ، فإن قلتَ: "لم أكتبْ، أو"لمّا أكتُبْ"، كان المعنى أنكَ ما كتبتَ فيما مضى.
والفرق بين "لم ولمّا" من أربعة أوجه:
أنّ "لم" للنفي المُطلَقِ، فلا يجب استمرارُ نفيِ مصحوبها إلى الحال، بل يجوز الاستمرار، كقوله تعالى: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾ [الإخلاص: ٣]، ويجوز عَدَمه، ولذلك يصِحُّ أن تقول: "لم أفعل ثمَّ فعلت".
وأما "لمّا" فهي للنفي المستغرق جميع أجزاء الزمانِ الماضي، حتى يَتصل بِالحالِ، فإذا قلت: "لما أفعل "، أي: لم أفعل حتى الآن.
أن المنفي بـ (لم) لا يتوقَّع حصوله، والمنفيَّ بـ (ِلمّا) مُتوقَّع الحصول، فإذا قلتَ: "لمّا أسافِرْ" فسفركَ مُنتظَرٌ، لذلك إذا أردت إثبات ذلك الفعل تقول: "قد سافرت ".
يجوز وقوع "لم" بعد أَداةِ شرط، نحو: "إن لم تجتهد تندم". ولا يجوز وقوع "لمّا" بعدها.
يجوز حذفُ مجزومِ "لمَّا"، نحو "قاربت المدينة ولمَّا"، أَي "لما أُدخلْها". ولا يجوز ذلك في مجزوم "لم"، إلا في الضرورة.
ينظر: مغني اللبيب (١/ ٣٦٧)، شرح شذور الذهب للجوجري (٢/ ٥٩١)، شرح التصريح (٢/ ٣٩٥)، جامع دروس العربية (٢/ ١٨٤).
(١) أي: عطف الإمام أبو السعود جملة (ولم تبتلوا) على جملة (لم يأتكم)؛ من أجل أن تفسر معناها، فليس المراد بالإتيان مجرد المجي والوصول، وإنما المراد به الحصول والإصابة.
(٢) الْمَثَل: في اللغة هُوَ: الشَّبَهُ، والمَثَل والِمثْل لغتان: كشبه وَشِبْهٌ، وقد يعبّر بهما أيضا عن: صفة الشيء. نحو قوله: ﴿مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ﴾ [الرعد: ٣٥]. ويستعار لفظ الْمثل للْحَال كَقَوْلِه تَعَالَى: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا﴾ [البقرة: ١٧]، أَي حَالهم العجيبة.
ويُسمى الْكَلَام السائر فِي النَّاس للتمثيل مثلا؛ لتشابه مضربه بمورده، وعلى هذا الوجه ما ضرب الله - تعالى - من الأمثال، فقال: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الحشر: ٢١].
ينظر: المفردات - مادة مثل (١/ ٧٥٩)، الكليات - فصل الميم (١/ ٨٥٢)، زهر الأكم في الأمثال والحكم (١/ ٢٠).
(٣) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٩).
والفرق بين "لم ولمّا" من أربعة أوجه:
أنّ "لم" للنفي المُطلَقِ، فلا يجب استمرارُ نفيِ مصحوبها إلى الحال، بل يجوز الاستمرار، كقوله تعالى: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾ [الإخلاص: ٣]، ويجوز عَدَمه، ولذلك يصِحُّ أن تقول: "لم أفعل ثمَّ فعلت".
وأما "لمّا" فهي للنفي المستغرق جميع أجزاء الزمانِ الماضي، حتى يَتصل بِالحالِ، فإذا قلت: "لما أفعل "، أي: لم أفعل حتى الآن.
أن المنفي بـ (لم) لا يتوقَّع حصوله، والمنفيَّ بـ (ِلمّا) مُتوقَّع الحصول، فإذا قلتَ: "لمّا أسافِرْ" فسفركَ مُنتظَرٌ، لذلك إذا أردت إثبات ذلك الفعل تقول: "قد سافرت ".
يجوز وقوع "لم" بعد أَداةِ شرط، نحو: "إن لم تجتهد تندم". ولا يجوز وقوع "لمّا" بعدها.
يجوز حذفُ مجزومِ "لمَّا"، نحو "قاربت المدينة ولمَّا"، أَي "لما أُدخلْها". ولا يجوز ذلك في مجزوم "لم"، إلا في الضرورة.
ينظر: مغني اللبيب (١/ ٣٦٧)، شرح شذور الذهب للجوجري (٢/ ٥٩١)، شرح التصريح (٢/ ٣٩٥)، جامع دروس العربية (٢/ ١٨٤).
(١) أي: عطف الإمام أبو السعود جملة (ولم تبتلوا) على جملة (لم يأتكم)؛ من أجل أن تفسر معناها، فليس المراد بالإتيان مجرد المجي والوصول، وإنما المراد به الحصول والإصابة.
(٢) الْمَثَل: في اللغة هُوَ: الشَّبَهُ، والمَثَل والِمثْل لغتان: كشبه وَشِبْهٌ، وقد يعبّر بهما أيضا عن: صفة الشيء. نحو قوله: ﴿مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ﴾ [الرعد: ٣٥]. ويستعار لفظ الْمثل للْحَال كَقَوْلِه تَعَالَى: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا﴾ [البقرة: ١٧]، أَي حَالهم العجيبة.
ويُسمى الْكَلَام السائر فِي النَّاس للتمثيل مثلا؛ لتشابه مضربه بمورده، وعلى هذا الوجه ما ضرب الله - تعالى - من الأمثال، فقال: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الحشر: ٢١].
ينظر: المفردات - مادة مثل (١/ ٧٥٩)، الكليات - فصل الميم (١/ ٨٥٢)، زهر الأكم في الأمثال والحكم (١/ ٢٠).
(٣) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٩).