..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
خَيْرٍ}: من مال، ﴿فَلِلْوَالِدَيْنِ﴾ إلى ﴿ابْنِ السَّبِيلِ﴾، سئل عن المنفق، فأجيب ببيان المصرف؛ لأنه الأهم، فإن اعتداد النفقة باعتباره؛ ولأنه كان في سؤال عمرو، وإن لم يكن مذكورا في الآية، واقتصر في بيان المنفق على ما تضمنه قوله: ﴿مِّنْ خَيْرٍ﴾." (١) أهـ
قال (ش):
" وفي كلام المصنف شاء؛ لأن أوله يقتضي أن المنفق لم يذكر أصلا ككلام السكاكي، وآخره يقتضي أنه ذكر لكن بطريق الإجمال والإدماج، وإذا طبق المفصل أصاب المحز، وحمله بعضهم على أنهما جوابان، لكن الظاهر (أو) (٢)." (٣) أهـ
وكتب (ع):
" (ولأنه كان إلخ) جواب بعد ملاحظة شأن النزول.
وإنما لم يذكر المصرف في الآية؛ للإيجاز في النظم تعويلا على الجواب.
والاقتصار في بيان المنفق على البيان الإجمالي الذي تضمنه قوله: ﴿مِّنْ خَيْرٍ﴾، وهو كونه حلالا؛ فإن المنفق إنما يطلق عليه الخير إذا كان حلالا، من غير تعرض للتفصيل.
كما في بيان المصرف إشارة إلى كونه أهم، فعلى هذا أيضا لا يخرج الكلام عن أسلوب الحكيم؛ حيث أجيب عن المتروك صريحا، وعن المذكور تبعا (٤)." (٥)
أهـ
_________
(١) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٦).
(٢) يقصد: أن الأولي والظاهر في كلام الإمام البيضاوي أن يكون العطف بين شقيه بـ (أو)، وليس بالواو، أي عند قوله: (ولأنه كان في سؤال عمرو).
(٣) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٣٠٠).
(٤) السؤال المتروك: هو السؤال عن المصرف، حيث قال في جوابه: ﴿فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾، والسؤال المذكور هو قوله: ﴿مَاذَا يُنفِقُونَ﴾، وجوابه: ﴿مِّنْ خَيْرٍ﴾.
(٥) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤٥ / ب).
إجمالي ما ذكره العلماء في مطابقة الجواب للسؤال عدة أقوال:
الأول: ما ذكره الإمام الزمخشري.
الثاني: ما ذكره الإمام الراغب الأصفهاني.
الثالث: ما ذكره السكاكي.
الرابع: ما ذكره الإمام أبو حيان في " البحر المحيط " (٢/ ٣٧٧) حيث قال: " وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ (مَاذَا) سُؤَالًا عَنِ الْمَصْرِفِ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ، التَّقْدِيرُ: مَصْرِفُ مَاذَا يُنْفِقُونَ؟ أَيْ: يَجْعَلُونَ إِنْفَاقَهُمْ؟ فَيَكُونُ الْجَوَابُ إِذْ ذَاكَ مُطَابِقًا."=


الصفحة التالية
Icon