أو بمعنى المفعولِ: كالخُبز بمعنى المخبوز.
وقرئ: بالفتح؛
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ونقل الجوهري (١) عن الفراء: " أن الكره: المشقة، يقال: أقمت على كره، أي: مشقة، وبالفتح: الإجبار، يقال: أقامني على كَره، إذا أكرهك عليه." (٢)
ومعنى الإجبار غير مناسب هنا؛ ولذا لم يقرأ هنا بالفتح في المشهور، كما قرئ في سائر المواضع بالضم والفتح." (٣) (ز)
(أو بمعنى) أي: أو صفة بمعنى المفعول.
وفي (ش) بعد كلام:
" وعلى كل حال، فإن كان مصدرا: فيؤول، أو يحمل على المبالغة، أو هو صفة: كالخبز بمعنى المخبوز." (٤)
(وقرئ) أي: قرأ السلمي (٥)
_________
(١) الجوهري: هو إسماعيل بن حماد الجوهري، أبو نصر، المتوفى: ٣٩٣ هـ، أحد أئمة اللغة. أشهر كتبه: (الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية) مجلدان، وله كتاب في العروض، ومقدمته في النحو. وكان يضرب المثل به في حفظ اللغة وحسن الكتابة، وكان أديباً فاضلاً، أخذ عن أبي علي الفارسي. وأصل الجوهري من فاراب، ودخل العراق صغيرا، وسافر إلى الحجاز فطاف البادية، وعاد إلى خراسان، ثم أقام في نيسابور، يقال: أنه أول من حاول الطيران ومات في سبيله.
ينظر: يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر (٤/ ٤٦٨) [لأبي منصور الثعالبي ت: ٤٢٩ هـ، تحقيق: د. مفيد قمحية، دار الكتب العلمية - بيروت، ط: الأولى، ١٤٠٣ هـ ١٩٨٣ م]، نزهة الألباء (١/ ٢٥٢)، معجم الأدباء (٢/ ٦٥٦) [لياقوت الحموي ت: ٦٢٦ هـ، تحقيق: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط: الأولى، ١٤١٤ هـ ١٩٩٣ م].
(٢) الصحاح تاج اللغة - مادة كره (٦/ ٢٢٤٧).
(٣) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٥١٥).
(٤) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٣٠٠).
لا يجوز عند النحاة الإخبار بالمصدر عن الجثة، إلا بالتأويل أو حملا على المبالغة.
ينظر: الجنى الداني (١/ ٤٦٤)، حاشية الصبان على شرح الأشموني (٣/ ٤٢٩).
ومن أجل ذلك، أي: حتى يجوز الإخبار بالمصدر الذي هو: ﴿كُرْهٌ﴾ عن ﴿هُوَ﴾ في هذه الآية؛ يؤول إما على حذف مضاف فيكون التقدير: "ذو كره"، أويحمل على المبالغة، أو على وقوعه موقع اسم المفعول أي بمعنى: الكَره الذي بفتح الكاف. ينظر: مفاتيح الغيب (٦/ ٣٨٥).
(٥) السلمي: هو عبد الله بن حبيب بن ربيعة، أبو عبد الرحمن السلمي، المتوفى: ٧٤ هـ، مقرئ الكوفة، أحد كبار التابعين، ولأبيه صحبة. ولد عبد الله في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم-، وقرأ القرآن وجوده وبرع في حفظه، أخذ القراءة عرضا عن عثمان وعلي وابن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب - رضي الله عنهم، وحدث عن عمر وعثمان - رضي الله عنهما. وأخذ عنه القراءة عرضا: عاصم بن أبي النجود، ويحيى بن وثاب، وعطاء بن السائب، وعرض عليه الحسن والحسين - رضي الله عنهما.
ينظر: معرفة القراء الكبار (١/ ٢٧)، غاية النهاية (١/ ٤١٣)، معجم حفاظ القرآن (١/ ٣٥٧).