ومشقتِه عليهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وفي القاموس: " أو بالضم: ما أكرهت نفسك عليه، وبالفتح: ما أكرهك غيرك عليه." (١)
والحاصل: أن الكُره بالضم: بمعنى الكراهة، والكَره بالفتح: يجوز أن يكون بمعناه، وأن يكون بمعنى الإكراه." (٢) (ع)
(ومشقته عليهم) في (ق):
" كقوله: ﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا﴾ (٣)." (٤) أهـ
قال (ش):
" تنظير لجميع ما مر؛ لأنه قرئ فيها بالفتح والضم (٥)، ويجري فيها ما يجري هنا.
ويجوز أن يكون تنظيرا للثاني (٦)؛ لظهور المشقة في الحمل والوضع." (٧) أهـ
_________
(١) القاموس المحيط - فصل الكاف (١/ ١٢٥٢).
(٢) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤٥ / ب).
خلاصة ما ذكره العلماء في الفرق بين الكُره والكَره:
الكُره بالضم: اسم بمعنى المفعول، وبالفتح: المصدر.
الكُره والكَره: لغتان بمعنى واحد وهو: الكراهة، لا الإكراه، كالضُعف والضَعف.
المفتوح: المشقة التي تنال الإنسان من خارج، والمضموم: ما يناله من ذاته.
المفتوح بمعنى: الإكراه، أي: ما أكرهك غيرك عليه، والمضموم بمعنى: الكراهة.
ينظر: معاني القرآن، للأخفش (١/ ١٨٤)، تفسير الطبري (٤/ ٢٩٧)، النكت والعيون (١/ ٢٧٣)، درج الدرر (١/ ٣٧٩)، تفسير الراغب الأصفهاني (١/ ٤٤٥)، تفسير القرطبي (٣/ ٣٨).
(٣) سورة: الأحقاف، الآية: ١٥.
(٤) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٦).
(٥) قرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي، وابن ذكوان والأعمش، وهشام من رواية الدجواني، وأبو رجاء ومجاهد وعيسى ويعقوب والحسن والأعمش: ﴿كُرْهًا﴾ بضم الكاف، ومعناه: المشقة.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر، وهشام من رواية الحلواني، وشيبة والأعرج وأبو رجاء، ومجاهد وعيسى، وأبو عبد الرحمن السلمي: (كَرها) بفتح الكاف، ومعناه: الغلبة والقهر.
ينظر: السبعة في القراءات (١/ ٥٩٦)، الحجة في القراءات (١/ ٣٢٦)، المبسوط في القراءات (١/ ١٧٧)، التيسير في القراءات (١/ ١٩٨)، الكامل في القراءات (١/ ٥٠٣)، تفسير الكشاف (٤/ ٣٠٢)، مفاتيح الغيب (٤/ ١٠٧)، تفسير القرطبي (١٦/ ١٩٣)، البحر المحيط (٩/ ٤٣٩).
وقال الإمام الطبري في تفسيره (٢٢/ ١١٣): " والصواب من القول في ذلك عندي: أنهما قراءتان معروفتان، متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب."
(٦) تمام عبارة الإمام البيضاوي: " وقرئ بالفتح على أنه لغة فيه كالضُعف والضَعف، أو بمعنى الإِكراه على المجاز؛ كأنهم أكرهوا عليه؛ لشدته وعظم مشقته، كقوله تعالى: ﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا﴾." فذكر الشهاب أن تشبيه الإمام البيضاوي الآية التي معنا بآية الأحقاف إما في كل الأوجه التي ذكرها، وإما في الوجه الأخير فقط وهو الإكراه؛ لما فيه من المشقة.
(٧) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٣٠٠).


الصفحة التالية
Icon