..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بطن نخلة (١)، فترصد بها عير قريش لعلك تأتينا منه بخير."
فلما نظر في الكتاب قال: سمعا وطاعة، ثم قال لأصحابه ذلك، وقال: إنه عليه السلام نهاني أن أستكره أحدا، فمن كان يريد الشهادة فلينطلق معي، ومن كره فليرجع.
ثم مضى ومضى معه أصحابه، لم يتخلف عنه منهم أحد، حتى بلغ موضعا من الحجاز (٢) يقال له: نجران (٣)، أضل فيه سعد بن أبي وقاص (٤)،
_________
(١) بطن نخلة: هو واد من أودية الحجاز، على بعد ليلة من مكّة، وهو مجتمع نخلتين، نخلة اليمانية: يصب فيها يدعان واد به مسجد رَسُوْل الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبه عسكرت هوازن يوم حنين، ونخلة الشامية: مُجتمعهما بطن مر، وسبوحةٌ واد يصب في اليمانية على بستان ابن عامر، ويأخذ نخلة هذه طريق الطائف القديم، وطريق نجد من مكة، وهي التي سلكها رسول الله في غزوة الطائف. والخلاصة أن النخلتين: اليمانية والشامية تجتمعان على قرابة ٤٣ كيلا من مكة، في الشمال الشرقي.
ينظر: معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع (٤/ ١٣٠٢) [لعبد الله بن عبد العزيز البكري ت: ٤٨٧ هـ، عالم الكتب، بيروت، ط: الثالثة، ١٤٠٣ هـ]، ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة (١/ ٨٨٧) [لمحمد بن موسى الهمداني ت: ٥٨٤ هـ، تحقيق: حمد الجاسر، دار اليمامة النشر، ١٤١٥ هـ]، المعالم الأثير في السنة والسيرة (١/ ١٨٧) [لمحمد حسن شُرَّاب، دار القلم - دمشق، ط: الأولى - ١٤١١ هـ].
(٢) الحجاز: هو جبل عظيم ممتدّ في جزيرة العرب، مبدؤه من اليمن حتى يبلغ وادي الشام، وسمته العرب حجازا؛ لأنه حجز بين غور تهامة وهو هابط، وبين نجد وهو ظاهر، فكأنه منع كلّ واحد منهما أن يختلط بالآخر فهو حاجز بينهما، فهو حاجز بين اليمن والشام، وهو مسيرة شهر، قاعدته مكة.
ينظر: معجم البلدان (٢/ ٢١٨)، آثار البلاد وأخبار العباد (١/ ٨٤).
(٣) نجران: هي مدينة عريقة من مخاليف اليمن، جنوب شرقي مكة، وهي واد كبير كثير المياه والزرع، بناها نجران بن زيدان بن سبأ بن يشجب، ودخل أهلها في دين النصرانية، فكان بها واقعة الأخدود، وكان بها أساقفة مقيمون، وهم الذين جاءوا إلى النّبيّ - عليه السلام - فى أصحابهم، ودعاهم إلى المباهلة، وبقوا بها حتى أجلاهم عمر - رضى الله عنه عنها -. وكان بها كعبة نجران، بناها عبد المدان بن الريان الحرثي مضاهاة للكعبة، وعظموها وسموها كعبة نجران.
ينظر: آثار البلاد وأخبار العباد (١/ ١٢٦)، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع (٣/ ١٣٥٩) [لابن شمائل القطيعي ت: ٧٣٩ هـ، دار الجيل، بيروت، ط: الأولى، ١٤١٢ هـ]، معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (١/ ٣١٤) [لعاتق بن غيث الحربي ت: ١٤٣١ هـ، دار مكة للنشر، مكة المكرمة، ط: الأولى، ١٤٠٢ هـ- ١٩٨٢ م].
(٤) سعد: هو سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص: مالك بن أهيب بن عبد مناف القرشي الزهري، ويكنى سعد بأبي إسحاق، أسلم وهو ابن ١٧ سنة، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرا، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة الذين عينهم عمر للخلافة، هو فاتح العراق، ومدائن كسرى، وافتتح القادسية، ونزل أرض الكوفة فجعلها خططا لقبائل العرب، وابتنى بها دارا فكثرت الدور فيها. وظل واليا عليها مدة عمر بن الخطاب. وأقره عثمان زمنا، ثم عزله. فعاد إلى المدينة، فأقام قليلا وفقد بصره، ومات عن بضع وسبعين سنة، له في كتب الحديث ٢٧١ حديثا.
ينظر: الطبقات الكبرى (٣/ ١٠٣)، معجم الصحابة (٣/ ٣) [لعبد الله بن محمد البغوي ت: ٣١٧ هـ، تحقيق: محمد الجكني، مكتبة دار البيان - الكويت، ط: الأولى، ١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م]، معرفة الصحابة (١/ ١٢٩).


الصفحة التالية
Icon