..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كتب (ع):
" تعيين للسائلين، وبيان لكيفية السؤال.
والضمير: لمطلق السائلين، إذ المقصود: جواب السؤال من أي سائل كان، وكذا الكلام في السابق واللاحق من الأسئلة.
فقول السعد: " والأظهر أن ضمير (يسألون) للمؤمنين، أو للجميع، لا للكفار خاصة؛ إذ لا يلائمه الأسئلة الآتية، سيما ﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ﴾ (١)." (٢) أهـ مما لا يظهر وجه.
وقوله (٣): (وقيل: أصحاب السرية) مَرَّضه - وإن اختاره أكثر المفسرين على ما قال النيسابوري (٤): " أكثر المفسرين على أن المسلمين هم السائلون " (٥) -؛ لأن (٦) قوله: ﴿وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ أكبر شاهد صدق على أنهم هم المشركون؛ ليكون تعريضا لهم موافقا لتعريضهم للمؤمنين. " (٧) أهـ
_________
(١) سورة: البقرة، الآية: ٢١٩.
(٢) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٥ / ب).
(٣) أي الإمام البيضاوي.
(٤) النيسابوري: هو الحسن بن محمد بن الحسين القمي النيسابورىّ، نظام الدين، ويقال له: الأعرج، المتوفى بعد: ٨٥٠ هـ، مفسر، له اشتغال بالحكمة والرياضيات. أصله من بدلة (قم) ومنشأه وسكنه في نيسابور. له كتب منها: (غرائب القرآن ورغائب الفرقان)، يعرف بتفسير النيسابورىّ، ألفه سنة ٨٢٨ هـ، و (لبّ التأويل)، و (شرح الشافية) في الصرف، يعرف بشرح النظام، و (تعبير التحرير) شرح لتحرير المجسطي للطوسي، و (توضيح التذكرة النصيرية) في الهيئة. ينظر: طبقات المفسرين للأدنروي (١/ ٤٢٠)، هدية العارفين (١/ ٢٨٣)، معجم المؤلفين (٣/ ٢٨١).
(٥) انتهى إلى هنا قول الإمام النيسابوري في " غرائب القرآن ورغائب الفرقان " (١/ ٥٩٤).
وقال الإمام الآلوسي في " روح المعاني " (١/ ٥٠٣): " واختار أكثر المفسرين: أن السائلين هم المسلمون، قالوا: «وأكثر الروايات تقتضيه» وليس الشاهد مفصحا بالمقصود."
(٦) هذه الجملة تعليل لقوله: مرضه، وعبارة الإمام النيسابوري معترضة بين الفعل المعلَل له (مرضه) والتعليل (لأن... ).
(٧) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤٦ / أ).