..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأما كونها جزاء لقوله: ﴿فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ﴾ (١) فالمراد بها أشهر معينة (٢)، فلا يدل على عدم [حرمته في غيرها من الحرم، فلا يدل على عدم] (٣) نسخ حرمته في غيرها من الحرم. " (٤) أهـ بزيادة (نسخ)
وفي السعد:
" (وأكثر الأقاويل على أنها منسوخة بقوله: (اقتلوا (٥) المشركين)) كلام المصنف (٦).
وفي القرآن: ﴿فَاقْتُلُوا﴾ جزاء لقوله: ﴿فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ﴾ (٧)، المعينة في أربعة أشهر حرم قتالهم فيها، أشير إليها بقوله: ﴿فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ﴾ (٨)، فلا ينافي نسخ حرمة القتال في الشهر الحرام مطلقا.
فإن قيل: هذه الآية إنما تعم الأمكنة لقوله: ﴿حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ﴾ (٩) دون الأزمنة، فغايته النسخ في [حق] (١٠) البلد الحرام؟
_________
(١) سورة: التوبة، الآية: ٥.
(٢) معنى قوله: المراد بها أشهر معينة. نوضحه بما ذكره صاحب " التحرير والتنوير " (٢/ ٣٢٦ - ٣٢٧) حيث قال: " قَوْله تَعَالَى: ﴿بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ﴾، إِلَى قَوْلِهِ: ﴿فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ﴾ [التوبة: ١ - ٥]، فَإِنَّهَا صَرَّحَتْ بِإِبْطَالِ الْعَهْدِ الَّذِي عَاهَدَ الْمُسْلِمُونَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى الْهُدْنَةِ فِي صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ؛ لِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ، كَمَا فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: ﴿أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ﴾ [التوبة: ١٣]. ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَجَّلَهُمْ أَجَلًا، وَهُوَ انْقِضَاءُ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ مِنْ ذَلِكَ الْعَامِ، وَهُوَ تِسْعَةٍ مِنِ الْهِجْرَةِ فِي حَجَّةِ أَبِي بَكْرٍ بِالنَّاسِ؛ لِأَنَّ تِلْكَ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي شَهْرِ شَوَّالٍ وَقَدْ خرج الْمُشْركُونَ لِلْحَجِّ، فَقَالَ لَهُمْ: ﴿فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ﴾، فَأَخَّرَهَا [إلى] آخِر الْمُحَرَّمِ مِنْ عَامِ عَشَرَةٍ مِنِ الْهِجْرَةِ، ثُمَّ قَالَ: ﴿فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ﴾، أَيْ تِلْكَ الْأَشْهُرُ الْأَرْبَعَةُ، ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ﴾، فَنَسَخَ تَحْرِيمَ الْقِتَالِ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ."
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من ب.
(٤) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٣٠١).
(٥) في تفسير الكشاف بلفظ: ﴿فَاقْتُلُوا﴾ بالفاء وهو نص الآية.
(٦) أي إلى آخر كلام المصنف. تفسير الكشاف (١/ ٢٥٩).
(٧) سورة: التوبة، الآية: ٥.
(٨) سورة: التوبة، الآية: ٢.
(٩) سورة: التوبة، الآية: ٥.
(١٠) سقط من ب، والمثبت أعلى هو المناسب للسياق.


الصفحة التالية
Icon