وذهب الكوفيون ويونس (١) والأخفش (٢) والشلوبين (٣): إلى جوازه بدون إعادته.
والسماع يعضده، والقياس يقويه، وقد ورد من ذلك في أشعار العرب كثير، يخرج [عن أن يجعل] (٤) ضرورة.
ولسنا متعبدين بقول البصريين، بل المتبع ما قامت عليه الأدلة، فتخريج الآية عليه أرجح، بل متعين؛ لأن رصف الكلام وفصاحة التركيب يقتضي ذلك." (٥) " (٦) أهـ
_________
(١) يونس: هو يونس بن حبيب الضبي بالولاء، أبو عبد الرحمن، ويعرف بالنحوي، المتوفى: ١٨٢ هـ، علامة بالأدب، كان إمام نحاة البصرة في عصره. وهو من قرية " جبّل " بفتح الجيم وضم الباء المشددة، على دجلة، بين بغداد وواسط. أعجمي الأصل. أخذ عنه سيبويه والكسائي والفراء وغيرهم من الأئمة. كانت حلقته بالبصرة ينتابها طلاب العلم وأهل الأدب وفصحاء الأعراب ووفود البادية. قال أبو عبيدة: اختلفت إلى يونس أربعين سنة أملأ كل يوم ألواحي من حفظه. هو شيخ سيبويه الّذي أكثر عنه النقل في كتابه. من كتبه: " معاني القرآن "، و" اللغات "، و" النوادر "، و" الأمثال ".
ينظر: أخبار النحويين البصريين (١/ ٢٨) [للحسن بن عبد الله السيرافي ت: ٣٦٨ هـ، تحقيق: طه محمد الزيني، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط: ١٣٧٣ هـ - ١٩٦٦ م]، طبقات النحويين واللغويين (١/ ٥١)، إنباه الرواة (٢/ ٧٤).
(٢) الأخفش: هو سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء، البلخي ثم البصري، أبو الحسن، المعروف بالأخفش الأوسط، المتوفى: ٢١٥ هـ، نحوي، عالم باللغة والأدب، من أهل بلخ. سكن البصرة، وأخذ العربية عن سيبويه. وصنف كتبا منها: (تفسير معاني القرآن)، و (شرح أبيات المعاني)، و (الاشتقاق)، و (معاني الشعر)، و (كتاب الملوك)، و (القوافي)، وزاد في العروض بحر (الخبب)، وكان الخليل قد جعل البحور خمسة عشر فأصبحت ستة عشر. ينظر: إنباه الرواة (٢/ ٣٦)، مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان (٢/ ٤٦) [لعبد الله بن أسعد اليافعي ت: ٧٦٨ هـ، وضع حواشيه: خليل المنصور، الكتب العلمية، بيروت، ط: الأولى، ١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م]، بغية الوعاة (١/ ٥٩٠).
(٣) الشلوبين: هو عمر بن محمد بن عمر بن عبد الله الأَزْدي، أبو علي، الشلوبيني أو الشلوبين، المتوفى: ٦٤٥ هـ، من كبار العلماء بالنحو واللغة. مولده ووفاته بإشبيليّة. والشلوبيني نسبة إلى حصن " الشلوبين " أو " شلوبينية " بجنوب الأندلس، ومن المؤرخين من يقول إن لقب صاحب الترجمة " الشلوبين " بغير نسبة، ويفسره بأن معنى هذه الكلمة: الأبيض الأشقر. من كتبه " القوانين " في علم العربية، ومختصره " التوطئة"، و" شرح المقدمة الجزولية " في النحو، و" حواش على كتاب المفصَّل للزمخشري "، و" تعليق على كتاب سيبويه ". ينظر: إنباه الرواة (٢/ ٣٣٢)، الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب (٢/ ٧٨) [لإبراهيم بن علي، ابن فرحون ت: ٧٩٩ هـ، تحقيق: الأحمدي أبو النور، دار التراث، القاهرة]، بغية الوعاة (٢/ ٢٢٤).
(٤) في ب: على أنه. وما في ب هو الأنسب للسياق.
(٥) البحر المحيط (٢/ ٣٨٧ - ٣٨٩) باختصار.
(٦) حاشية السيوطي على البيضاوي (٢/ ٤١٠).